الجزائريون يُبدعون في "الشعارات والصور" ضد رموز الفساد البلاد - حليمة هلالي - خرج الجزائريون اليوم، في مسيرة مليونية بلغت العدد 11 من عمر الحراك الشعبي الذي انطلق منذ 22 فيفري الماضي وتلخصت شعارات المتظاهرين في مطالب واحد وهو رحيل النظام وكل رؤوس الفساد وتحقيق دولة الحق يرأسها رجال نزهاء يحمون الوطن والشعب من الكائدين والخونة. وعزم الجزائريون على مواصلة الحراك الشعبي حتى وإن كان في شهر رمضان رافعين شعارات الوحدة الوطنية ومواصلة النضال بسلمية الى غاية افتكاك المطالب المرفوعة ومن أهمها محاسبة الفاسدين واجتثاثهم من السلطة. "سيول بشرية" في جمعة الحسم عبر ولايات الوطن تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي والكميرات التلفزيونية المحلية والأجنبية حراك الجمعة الحادي عشر حيث خرجت سيول بشرية في صبيحة يوم الجمعة رافعين الإعلام الوطنية والشعارات المكتوبة فوق لافتات حملت معاني متنوعة بين الهزلية تارة والجادة تارة أخرى. وضرب الجزائريون موعدا بعد صلاة الجمعة حيث امتلأت الساحات العمومية بالمتظاهرين المهللين والهاتفين بشعار "يتنحاو ڤاع" وبالأناشيد الوطنية. هذه شعارات الجمعة الحادية عشرة من عمر الحراك الشعبي لم تغب عن المسيرات التعبئة القوية ضد السلطة، لقول لا لبقاء الباءات وإسقاط أي مناورة للالتفاف على "ثورة الابتسامة" لا سيما أنها الأخيرة قبل بداية شهر رمضان، الذي يتوقع الكثيرون أن تنخفض مشاركة المواطنين، وأن يأخذ الحراك أشكالا أخرى. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تم إطلاق العديد من النداءات للمشاركة في هذه المسيرة، منها "استمرار ثورة الابتسامة"، "الجزائريون لن يستسلموا أبدا" "الجمعة الحادية عشرة، قبل رمضان، نخرج جميعا". ورفع الجزائريون شعارات متعددة تحمل نفس معاني الجمعات السابقة وهي "إسقاط النظام" و«لا لدستور وضعته العصابة" وهناك شعارات تدعوا للوحدة، وإدانة محاولات الالتفاف على الحراك. وردد المتظاهرون شعارات "حرروا الجزائر" و«الجزائر حرة ديمقراطية، وشعارات أخرى مطالبة برحيل بقية رموز النظام وعلى رأسهم بن صالح وبدوي. وأصر المتظاهرون على الاستمرار في المسيرات حتى تحقيق المطالب، مرددين شعارات "ولاش ولاش السماح ولاش"، كما رفع آخرون شعارات تطالب برحيل النظام ومنح الكلمة للشعب، وتدعو للاستمرار في المسيرات. وكتب آخرون أن "الحكومة تملك العصابة والسلاح ونحن عندنا الوقت والسلمية"، كما رفع آخرون شعار "ارحلوا الكلمة للشعب نريد تطبيق المادة 07/08/09 نريد رئيسا شابا" "تتحاسبو ڤاع وتتنحاو ڤاع". في حين دعا آخرون لتحقيق عدالة نزيهة ورفعوا شعار "لا لعدالة الهاتف تحت سلطة العصابة". وكتب آخرون "نريد مرحلة انتقالية برجال نزهاء". وجاءت الجمعة الحادية عشرة للتأكيد على المطالب المتعلقة برحيل النظام، وللرد على المناورات السياسية التي تستهدف حراكه. قال أحد المتظاهرين "إن الجزائريين شعب واحد ومتماسك ولن يستطيع أي أحد أن يفرقه، مؤكدا على أن رموز النظام ستسقط وأن الحراك لن يتوقف إلا بعد رحيلهم". ولم يغب شعار "تتنحاو ڤاع" ولا "للباءات" و«سلمية... سلمية" في الجمعة 11. "الأمطار أمطار خير ولن تثنينا عن مواصلة الحراك" أكد الجزائريون أن الأمطار لن تثنينا من التظاهر ومواصلة النضال السلمي تحت راية واحدة، وأن الامطار هي أمطار خير وستخرج السيول البشرية تحتها لمواصلة المطالب وإلى غاية افتكاكها. انتشار أمني مكثف على مداخل العاصمة لإجهاض المسيرات عرفت أمس جل مداخل العاصمة وحتى الشوارع الكبرى لها انتشارا أمنيا كثيفا تحسبا للجمعة الحادية عشرة من الحراك الشعبي. وشهدت أغلب الطرقات ازدحاما مروريا عند المداخل بسبب الحواجز الأمنية المكثفة وشهدت الطرقات اختناقا مروريا. كما منع عدد من الحافلات دخول العاصمة، وبعض المتظاهرين تم نزع الأعلام الوطنية منهم، في حين استنكر المواطنون هذه العراقيل خاصة أن الجزائريين عازمون على مواصلة الحراك. وطوق رجال الأمن مدخل النفق الجامعي او كما أصبح يطلق عليه "غار الحراك" ومنعوا المتظاهين من دخوله مخافة أن تحدث مناوشات بداخله. وجاءت الجمعة الحادية عشرة على وقع عيد العمال واليوم العالمي للصحافة حيث شهد مدخل "ساحة الحرية" بالعاصمة تطويقا أمنيا مخافة أن يجتمع الصحفيون بالقرب منه للمطالبة بحقوقهم المهضومة والاعتداءات التي تعرضوا لها من قبل عناصر الأمن خلال تغطياتهم. تجدد المأدبات الجماعية وتوزيع الحلويات جدد الجزائريون موعدهم بإعطاء دورس في السلمية والتضامن الوطني، وقامت بعض النسوة بتوزيع الكسرة والمطلوع والحلويات على المتظاهرين، في حين قام مواطنون من ولاية بورج بوعريريج بتوزيع الطعام أو الكسكسي بالقرب من قصر الشعب المعروف ب«التيفو" البريجي الذي انتقل من الملاعب الى الشارع ويهدف لإيصال رسائل الى العصابة الحاكمة والعالم. هذا عمر الحراك الشعبي منذ انطلاقه يتظاهر الجزائريون منذ من شهرين وعشرة أيام من الحراك الشعبي وقبل أيام من شهر رمضان، تعبيرا عن تصميمهم على مواصلة حركة الاحتجاج التي بدأت في 22 فيفري الماضي ويتواصل الى غاية 3 من شهر ماي الجاري. وبعد شهر واحد على استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من أفريل تحت ضغط الشارع لم تضعف الحركة الاحتجاجية، لكنها لم تحقق أي مطالب أخرى غير هذه الاستقالة منذ ذلك التاريخ. ولايزال المحتجون يطالبون برحيل "النظام" الحاكم بكل رموزه ويرفضون أن يتولى رجال رئيس الدولة السابق، إدارة المرحلة الانتقالية أو تنظيم انتخابات الرئاسة لاختيار خليفته. وتشمل هذه الرموز رئيس الدولة الانتقالي عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، وهما مسؤولان كانا في خدمة نظام بوتفليقة. الشعب بصوت واحد "لن نتوقف في رمضان حتى يسقط النظام" أكد المتظاهرون وحتى الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنهم "لن يوقفوا حراكهم في رمضان" ودعوا إلى التفكير في أشكال جديدة للاحتجاج كالتجمعات الليلية وبعد صلاة التراويح والفطور وفتح ورشات عمل حول الاقتراحات للخروج من الأزمة وردد المتظاهرون "مراناش حابسين وفي رمضان خارجين" وهو دليل قاطع على تصميمهم على مواصلة الاحتجاجات حتى رحيل جميع رموز النظام السابق بالكامل. وسيكون الاختبار الأول لمدى استمرار التعبئة لدى الجزائريين يوم الثلاثاء بمناسبة المسيرات الأسبوعية التي اعتاد طلبة الجامعات تنظيمها في كل أنحاء البلاد. ويتواصل الحراك الشعبي في الجزائر للجمعة الحادية عشرة على التوالي، ويتصادف اليوم مع مرور شهر كامل على استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ورحيله عن الحكم بعد 20 سنة، تحت ضغط المسيرات الشعبية. وقد شهد الأسبوع الماضي استمرار التحقيقات بقضايا الفساد التي امتدت إلى كبار المسؤولين على رأسهم الوزير الأول السابق أحمد أويحيى والمدير العام الأسبق للأمن عبد الغني هامل ووزير المالية الحالي محمد لوكال.