البلاد - بهاء الدين.م - أعلنت فرق الإغاثة التابعة لمديريات الحماية المدنية بعدة ولايات، حالة طوارئ قصوى، على خلفية الأمطار الطوفانية التي تهاطلت باستمرار طيلة اليومين الفارطين، وكانت نتيجتها إجلاء مئات العائلات إلى مواقع آمنة بمؤسسات تربوية ومراكز عبور، بعد انهيارات عشرات المباني وغرق عديد الأحياء والمداشر التي غمرتها الأمطار. إلى ذلك، حذرت نشرية خاصة لديوان الأرصاد الجوية من تساقط ثلوج على المرتفعات الجبلية في عدة ولايات. وأفادت مصادر مسؤولة بالحماية المدنية لولاية عنابة في تصريحات ل«البلاد" مصالحها تدخلت لإغاثة 108 عائلة في مناطق متفرقة غمرتها الأمطار، ما تسبب في انهيار بنايات قديمة تأثرت بموجة التقلبات الجوية الأخيرة، فبنهج بغدادي فريخ وسط عنابة تهاوت عمارة مكونة من 6 طوابق وأسفرت عن جرح شخصين وتشريد 14 عائلة، وبحي المحافر الشعبي نجت 17 عائلة من الموت بأعجوبة بعد أن فرت من تحت الأنقاض عقب انهيار أجزاء بنايتين قديمتين، ولا تزال هذه العائلات دون مأوى بعد أن وجد أفرادها أنفسهم في العراء، مطالبين السلطات المحلية بالإسراع في إسكانهم في الحركة الاحتجاجية التي نفذوها أمام مقر الولاية قبل أن تطردها مصالح الأمن الوطني التي تنقلت إلى مكان الاحتجاج. وفي حي مارس عمار ببلدية الحجار، حولت السلطات المحلية 27 عائلة إلى مدارس ابتدائية بعد أن جرفت السيول منازلها وهو الأمر الذي تكرر أيضا مع 15 عائلة تقطن بيوتا قصديرية في حي دراجي رجم أتى الطوفان عليها. وتسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها ولاية سكيكدة، في انهيارات جزئية في مباني قديمة وتوقفت الحركة عبر نفق الحروش بالطريق الوطني رقم 3 الذي يربط قسنطينةوعنابة، فيما توقفت الدراسة وغمرت شوارع ومؤسسات بالقل. وعاش سكان المدينة القديمة بعاصمة الولاية، حالة من الذعر والخوف بعد تسرب مياه الأمطار إلى المنازل وتسجيل انهيارات للأسقف وتصدعات ببعض المباني القديمة الآهلة بالسكان ولحسن الحظ، لم تسجل أي خسائر في الأرواح، لكن عائلات لجأت إلى إخلاء المنازل خوفا من الانهيارات، ما جعل الحماية المدنية تتدخل لإجلاء السكان. وبولاية الطارف فضحت الأمطار المتساقطة، مشاريع التهيئة التي يتبجح بها المسؤولون المحليون، حيث غمرت المياه التي اختلطت بقنوات الصرف الصحي الشوارع الرئيسية بعاصمة الولاية، وشلت الحركة على مدار اليوم. أما الحي الإداري الجديد الذي يضم مقرات الإدارات المحلية والمديريات التنفيذية فقد تحول إلى بحيرات وبرك مائية غمرت حتى المقر الجديد للولاية، ما جعل منتخبين محليين بالمجلس الشعبي الولائي للطارف يطالبون السلطات المحلية والمركزية بفتح تحقيقات معمقة في مشاريع الإنجاز التي وصفوها بأكبر فضيحة غش واحتيال استنزفت الملايير من خزينة الدولة في مشاريع بناء وتهيئة سرعان ما كشفت عيوبها الأمطار المتساقطة والأمر نفسه وقع أيضا لحي 30 مسكن بأم الطبول الذي غرق في الأوحال والمياه. وشهد الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين ولايتي الطارف وعنابة، في منطقتي واد الحوت وكبودة ارتفاعا لمنسوب المياه، أوقف حركة المرور لساعات طويلة. هذا وعرفت الولاية احتجاجات عديدة فجرها الموطنون الغاضبون على السلطات المحلية على غرار سكان قرى أولاد بوعائشة والسناينية والنواورة ببوثلجة الذين طالبوا بتعبيد الطريق البلدية بالشكل الذي يحول دون عزلهم بسبب الفياضنات التي أتت على الأخضر واليابس. أما ولاية ڤالمة فإن مياه الأمطار أتت على عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية وجرفت حقول القمح والشعير ببلديات الفجوج ووادي الزناتي وعين بن بيضاء والخزارة، ما جعل مصالح الفلاحة تعلن حالة طوارئ في ظل تخوفات من موسم فلاحي أبيض وكارثي سيضرب ڤالمة. وبحي حريدي السعيد ببلدية بن جراح، جرفت المياه البويت القصديرية ورمت بسكانها إلى العراء، شأنهم في ذلك شأن سكان حي رابح لوصيف بوادي الزناتي الذين قضوا الساعات الأولى لصباح أول أمس في العراء حين تدفقت المياه إلى بيوتهم القصديرية.