البلاد - حليمة هلالي - ارتفعت أسعار النفط اليوم متعافية من خسائر كبيرة تكبدتها في الجلسة السابقة، مع بحث المستثمرين عن صفقات مربحة مدعومين بآمال بأن الدول المستهلكة ستسعى لملء الاحتياطيات الاستراتيجية ولكن القلق بشأن التخمة في ظل إجراءات العزل العام العالمية المرتبطة بفيروس كورونا وتحذير من صندوق النقد الدولي من ركود شديد يكبحان المكاسب. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 24 سنتا أو 0.8 بالمئة إلى 29.84 دولار للبرميل بعدما نزلت 6.7 بالمئة في الجلسة السابقة. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، اليوم، أن ينخفض الطلب بمقدار 29 مليون برميل يوميا في أفريل ليبلغ مستويات لم يشهدها منذ 25 عاما، وقالت إن أي خفض للإنتاج لن يعوض بالكامل التراجعات التي تواجه السوق على المدى القريب. وقالت الوكالة في تقريرها الشهري "ما من اتفاق مجد يمكن أن يخفض الإمدادات على نحو كاف لتعويض مثل هذه الخسارة للطلب على المدى القصير ولكن إنجازات الأسبوع الماضي بداية قوية". هذا وتهاوت أسعار النفط هذا العام، إذ سجلت أدنى مستوياتها في 18 عاما عند 21.65 دولارا للبرميل يوم 30 مارس. ودفع الانخفاض في الأسعار والطلب المنتجين العالميين للاتفاق على تخفيضات غير مسبوقة للإمدادات. وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا ودول أخرى منتجة، أعضاء ما يعرف بمجموعة أوبك+، قد تعاونت مع قوى أخرى منتجة مثل الولاياتالمتحدة في التوصل إلى الاتفاق الذي سيسحب ما إجماليه 19.5 مليون برميل يوميا من السوق. وأشار مسؤولون ومصادر من دول مجموعة أوبك+ إلى أن وكالة الطاقة الدولية وهي الجهة الرقابية لمعظم الدول الصناعية في العالم قد تعلن شراء عدة ملايين من البراميل لدعم الاتفاق. وتلزم الوكالة دولها الأعضاء البالغ عددها 30 دولة بالاحتفاظ باحتياطيات استراتيجية تشمل النفط الخام والمنتجات المكررة بما يعادل صافي الواردات لفترة لا تقل عن 90 يوما، غير أنها لم تتول من قبل تنسيق مشتريات المخزونات وقال مصدران بصناعة النفط مطلعان على الإجراءات المتبعة إن الوكالة لا تملك تفويضا فعليا لذلك. وقال أحد المصدرين "الأمر يتوقف بالكامل على الدول كل على حدة". وفيما سبق أعلنت الوكالة تنسيق السحب من المخزونات مثلما حدث خلال الإعصار كاترينا في الولاياتالمتحدة والحرب في ليبيا، لكنها لم تقم قط بتنسيق المشتريات. وأكد الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، إن مشتريات النفط للمخزون الاستراتيجي ستصل إلى 200 مليون برميل خلال الشهرين المقبلين، مستندا لوكالة الطاقة في الوقت الذي قالت فيه ثلاثة مصادر في أوبك+ إن مشتريات الدول الأعضاء في الوكالة بغرض التخزين ستصل إلى نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا خلال الشهرين المقبلين. وقالت الولاياتالمتحدة، أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم، واليابان وكوريا الجنوبية إن بإمكانها شراء النفط بغرض التخزين. وقالت وزارة الطاقة الأمريكية إنها تتفاوض مع تسع من شركات الطاقة لتخزين حوالي 23 مليون برميل منتجة محليا في مخزونها الاستراتيجي.