تمكن مخبر العلوم الأساسية بجامعة "عمار ثليجي" بالأغواط بقيادة البروفيسور، محمد يوسفي، من اكتشاف مثبطات أنزيم البروتياز، الذي يلعب دورا كبيرا في حياة وتكاثر فيروس "كورونا" وتم تقديم هذه الدراسة للمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع نشرها ضمن مقال علمي في مجلة دولية مصنفة. وأشار البروفيسور محمد يوسفي، إلى أن الإحصائيات المنشورة من طرف وزارة الصحة حول وباء "كوفيد 19" المستجد ودعوة مديرية البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والوكالة الموضوعاتية للبحث العلمي في علوم الصحة لدعم الباحثين في شتى الاختصاصات لاختيار العلاجات، حفزت الفريق العلمي بعد نشر البنية الفراغية للأنزيم المسؤول على تكاثر الفيروس في بنك البروتينات، من العثور على جزيئات وهي حمض الفوليك والهيسبيدين والليبيدين E لتكون علاجا فعالا في مكافحة الكورونا، من خلال تثبيط أنزيم البروتياز، الذي يلعب دوار كبيرا في تكاثر فيروس كرونا، وهذا بعد فحص العديد من الجزيئات بتقنية الإرساء الجزيئي. وأكد المتحدث أن جزيئة الهسبيدين معروفة بنشاطها ضد الفيروسات وتم عزلها واستخلاصها على مستوى المخبر من الفطر الذي يعيش على شجر البطم المعروف بالفستق الأطلسي، مشيرا إلى أن نتائج الدراسة تم تلخيصها مع مناقشة مستفيضة لهذه النتائج ضمن مقال أرسل لمجلة دولية مصنفة ضمن قاعدة بيانات من صنف "أ"، وذات عامل تأثير يقدر ب 1.2 وتحصلت على موافقة مبدئية للنشر بعد شهر من الدراسة . واكتشف البروفيسور أن الآلية المرضية تكمن عند دخول الفيروس إلى الخلية المستضيفة تتم ترجمة المادة الوراثية لهذا الفيروس والتي تشمل متعدد البروتين وبروتينات هيكلية ويحتوي متعدد البروتين على 11 بروتينا وظيفيا تدخل في آلية تضاعف الفيروس منها 3 أنزيمات من نوع بروتياز، يتمثل دورها في تفكيك متعدد البروتين لتحرير الأنزيمات التي تدخل في دور تضاعف الفيروس وكذلك تتدخل البروتياز في تثبيط الاستجابة المناعية للإنسان المستضيف بعملها على إيقاف كل عمليات الترجمة وتحفيز التحلل في الخلايا المستضيفة. وأورد أنه في غياب لقاح لفيروسات الكورونا فإن مثبطات البروتياز تعد أنجح استراتيجية لمواجهة تطور الفيروس داخل الجسم المستضيف، وبالتالي منح الوقت الكافي لجهاز المناعة لتطوير مقاومته ضد الفيروس، مقترحا تقديم الدعم لاختيار العلاجات المقترحة في الدراسة الملخصة في المقال العلمي وخاصة حمض الفوليك المتوفر حاليا، لأن الجزيئات الأخرى طبيعية وتتطلب وقت لتحضيرها. وأشار إلى أن هذا البحث هو الأول بالجزائر والدول العربية ويقترح مركبين طبيعيين من حب الرشاد والبطم مع مركب دوائي متوفر حاليا هو حمض الفوليك الخاص بمواجهة فقر الدم.