خ/رياض انفجر الوضع ببلدية المرسى الساحلية بالشلف على نحو غير معهود، حيث أقدم 04 شابا على الدخول في إضراب عن الطعام أمام مبنى البلدية التي تعطل العمل بها منذ ثلاثة أيام، تنديدا بالواقع المتردي الذي آلت إليه يوميات السكان الأصليين للمرسى الغنية بمواردها الصيدية والحبلى بمشاكلها الاجتماعية. حيث طالب المضربون عن الطعام مدعومين بعدد كبير من المواطنين غير الراغبين في بقاء الوضع المعيشي على ما هو عليه برحيل المجلس الشعبي البلدي ومحاسبة المنتخبين المحليين على ما أسموه بتجاوزات في التسيير ارتكبها المنتخبون في حقهم. وفي السياق ذاته رفضت الأرمادة المضربة عن الطعام حلول الأمين العام للولاية الموفد إلى المرسى الساحلية لإخماد بؤر التوتر هناك. كما امتنعوا عن التجاوب مع توجيهاته التي اعتبروها مسكنات للألم ومحاولة لتمييع قضية وصفوها بالجوهرية تتمثل في رحيل المجلس البلدي الذي لم يقو حسبهم على محو غبنهم والقضاء على مشاكلهم الاجتماعية، التي تأتي في مقدمتها الشغل الذي احتل واجهة مطالبهم السوسيواقتصادية، بعد أن بلغت نسبة البطالة مستوى قياسيا، ناهيك عن أزمة محلات الرئيس التي لم تعد بالفائدة عليهم ولم تحقق الجدوى الاقتصادية في المرسى، بعدما اهتدت السلطات إلى إنجاز محلات في جهات معزولة وغير ملائمة لمزاولة نشاط تجاري، بل تحولت إلى مراحيض غير مرخصة وقبلة للمجون. علما أن المرسى، حسب العديد من المواطنين من التقتهم أمس ''البلاد''، تعد أفقر المناطق في تراب الولاية، كما استهدفتها كوارث طبيعية وكوارث البشر في إشارة إلى الإرهاب وجنون تسيير المسؤولين، ناهيك عن تأخر مشروع ميناء صيد المرسى الذي انطلق منذ جوان 2002، لم ينته إلى يومنا هذا بفعل التأخر الذي طبع هذه الورشة البحرية، ساعد في ذلك، يقول المواطنون، تواطؤ المصالح المركزية التي لم تحترم آجال إنجاز مشروع دخل عامه السابع على التوالي، حيث سخرت الدولة قرابة400 مليار سنتيم لإنجازه وامتصاص جيوش البطالين في المرسى. غير أنه لا هذا ولا ذاك تحقق في المنطقة سوى الوعود العرقوبية والسياسات العرجاء التي فرخت مآسيَ اجتماعية وثورة غضب ترجمها إضراب هؤلاء الشباب عن الطعام أمام مقر البلدية منذ أمسية الأحد الفائت. على هذا النحو، رفض المضربون عن الطعام مبارحة مكانهم الاحتجاجي إلى غاية قدوم والي الشلف محمود جامع إلى المنطقة لمحاورتهم وإقناعهم بتسوية مطالبهم المشروعة في نظرهم، على وجه الخصوص توفير حق الشغل والسكن والاستفادة من محلات الرئيس. في الوقت الذي تعالت فيه أصوات قوية في الجهة المقابلة تطالب برحيل المجلس البلدي ومحاسبة كل المنتخبين المحليين. وعلم أن البلدية المشلولة تعززت بفرق أمنية إضافية مخافة انفلات الوضع، حيث سارعت إلى تطويق كامل أرجاء البلدية ومؤسسات رسمية، في ظل الاتهامات التي يواصل رئيس البلدية توجيهها إلى جهات محلية تقف وراء غضب الشباب وتدفعهما إلى البقاء في موضع المحتج بطريقة غير سلمية. وكانت ''البلاد''، أمس، قد جابت مشروع ميناء صيد المرسى الذي لم تنه حلقات إنجازه لحد الآن، حيث تبين أن المشروع الضخم الذي أولاه رئيس الجمهورية أهمية بالغة، لا يمكن استلامه في الصائفة الحالية، قياسا بوعود المسؤولين التي تكررت كثيرا، في ظرف يطالب فيه السكان بالتحقيق في المشروع والوقوف على حجم الضرر المعنوي الذي سببته شركات عاجزة عن تحقيق آمال سكان المرسى.