استفيد من مصدر موثوق أن تسعة ''حرافة'' أبحروا سرا على متن قارب صيد من شاطئ المرسى غرب ساحل ولاية الشلف، صوب الضفة الأخرى من المتوسط، حيث استغرقت هجرتهم غير الشرعية إلى جزيرة مورسيا الاسبانية الواقعة في إقليم الميريا، 20 ساعة كاملة· وحسب مصادر قريبة من محيط هؤلاء ''الحرافة'' الشباب الذين ينحدرون من مختلف البلديات الساحلية على غرار المرسى، سيدي عبد الرحمان وتاوقريت، فإن بعضهم اتصلوا بذويهم وأبلغوهم عن وصولهم وسلامتهم على الأراضي الاسبانية التي كانت حلمهم الوحيد، برأي عدد من أقاربهم الذين تحدثوا ل ''البلاد '' عن محاولات عديدة قام بها ثلاثة من اصل تسعة ''حرافة'' في الإبحار السري إلى بلاد الاندلس بين عامي 2007 2008، إلا أنها منيت بالفشل بسبب العواصف الجوية التي طبعت ساحل الولاية ووقوعهم في قبضة حراس خفر السواحل السنة الماضية· واستنادا إلى المصدر نفسه، فإن ''الحرافة'' أقلعوا من شاطئ صخري تابع لميناء المرسى في حدود منتصف الليل، مستغلين انعدام الرقابة وانشغال الجميع بالسمر، وكانوا مزودين بعتاد الهجرة السرية على غرار الحليب والتمر مع صدريات النجدة ومحرك آخر تم اقتناؤه بمبلغ مالي هام لم يكشف عن قيمته· وفي ذات السياق كشفت مصادر عليمة ل ''البلاد'' أن سبعة ''حرافة'' شبان تتراوح أعمارهم بين 22 و30 سنة لا يزال مصيرهم مجهولا بعد إبحارهم من شاطئ ماينيس الواقع في الجزء الغربي من شاطئ تنس، وتعمل المصالح الأمنية على فك لغز هجرة هؤلاء المغامرين نحو المجهول· هذه المغامرات باتت شوكة دامية لدى الجهات المختصة في محاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، بعدما تحول ساحل الشلف على مساحة 120 كلم من شريطه الاجمالي، إلى قبلة مفضلة ''للحرافة''· بسبب عزلة معظم شواطئه وقربه النسبي إلى ساحل ولاية مستغانم الذي يسلكه مهربو البشر بكثرة عبر وسائل حديثة وأجهزة اتصال متطورة، هذه الوضعية المرشحة للتصعيد وإن تأخذ مسلكا إجراميا خاصة في أيام شهر رمضان، أفرزتها ظاهرة البطالة القاتلة في الولاية التي تعرف تدهورا تنمويا بشكل لافت للنظر، بالرغم من استهلاكها قرابة 222 مليار دينار منذ عام 1999 إلى حد كتابة هذه الأسطر، وولدت نموا غير مسبوق في تفكير الشباب البطال بينهم 15 الف من خريجي الجامعات و55 ألف آخرين من حاملي الدبلومات التقنية الذين عادة ما كانوا يطمحون في معانقة فرص شغل أو دخول بوابة الاستثمار المصغر، الأمر الذي دفعهم لتحويل أجسادهم إلى مشاريع ''حرافة'' بغية العيش في جنة الاحلام كما يصفون الأراضي الإسبانية·