قديما حينما كان للبحر شرف معترف به كنا نثمل بمغامرات السندباد البحري الذي يتمسك بقشة فيعود إلى اليابسة حاملا معه المغانم والمرجان، والآن لم يعد للبحر ملح ولا زرقة بعدما تم استغلال براءته في رمي الجثث ورمي القناطير المقنطرة من أكياس ''مرجان'' يدوخ مروجيه وشاميه والمارين من أمامه.. قبل أن أسمع''أخبار الصنارة التي''تعلق بها أكياس ''الكوكايين'' بدلا من الأسماك، كنت اأظن أن ''ارتفاع سعر ''السردين'' له علاقة مباشرة بأزمة الإفلاس العالمي، لكن بعدما أصبحت شواطئ عين تموشنت ونادي الصنوبر والطارف جسورا لقناطير الكيف ''المدوخ'' فهمت لماذا كان يجب أن يعادل سعر سمكة واحدة قيمة غرام من الكيف المعالح. فسمكنا المصطاد يحمل ''هذه الأيام مزايا عالمية لا تتوفر في أي سمك'' في العالم، ومن رفع أسعار السرردين لم يكن البحر، ولكنها زعانف أسماك بطعم سجائر ''كيف'' وفرت للمستهلك العزيز ''دولما'' تتكون من السردين ومن الكيف المعالح لداء الكآبة والكذب السياسي.. لا عحب أن يرتفع سعر السردين كما لا عحب أن ترتفع أسعار البطاطا، ولأن البحر تحول إلى ''محشاشة'' سمكية فإن الأراضي التي من المفروض أن تنتج لنا بطاطة مدعمة، تحولت إلى حقول مخدرات سواء في أدرار أو المنيعة أو في وهران والممول دعم فلاحي زواج بين زراعة البطاطا وزراعة المخدرات ومنه فإنه لا غرابة أن يكون السمك غاليا، كما لا التباس أن تصاب أسعار البطاطا بسعار، والسبب أن كليهما يحمل في أحشائهما وتكوينهما مخدرات وكيفا معالجا وليس من المعقول أن يكون سعر بطاطا وسمك محشو بالمخدرات من نفس سعر بطاطا وسماك لا ذوق ولا نشوة فيهما.. السلطة بريئة من ''سعار'' ''السياسين الدائرين حول غنائم'' الاستوزار هذه الأيام، ونفس السلطة بريئة من''تلوث البحر''، وآخر اكتشاف لظاهرة ''الحرافة'' أن اليآسين من مخزون ''العزة والكرامة'' ما كانوا ليرموا بأنفسهم للغرق لو لم يتناولوا واجبات سمكية ''مكيفة'' شلت مداركهم فقذفت بجثثهم إلى مجهول أليم ''ليضحوا غذاء لسمك ولبحر لم يعد يلقي إلينا سوى فشل السلطة في حماية السردين وفي زراعة البطاطا بعيدا عن التلوث والتخدير السياسي الممارس في شتى المجالات..