تمكنت مصالح حرس السواحل التابعة لقيادة القوات البحرية من إحباط أكثر من 50 عملية تهريب للمرجان، ويكشف تقرير متوفر لدى "الشروق اليومي"، أن هذه المصالح تمكنت خلال 6 أشهر فقط من العام الماضي من حجز أكثر من 63 كغ من المرجان بالولايات الشرقية الساحلية، خاصة بولاية الطارف على مستوى منطقة القالة القريبة من السواحل الإيطالية. * * 1.5 مليون دينار للغرام الواحد من المرجان ورعاة مواشي لنقل الأكياس * * كما أحبط رجال الدرك محاولة تهريب 87 كغ من المرجان، ولا يستبعد مقايضة هذا الحيوان البحري بأسلحة ومتفجرات وتمويل الجماعات الإرهابية من عائدات تهريب المرجان الذي يباع بنفس سعر المخدرات. * وحصرت مصالح حرس السواحل، نشاطها خلال الفترة الممتدة من شهر جانفي الى غاية جوان 2008، حيث يعرف نشاط نهب المرجان انتعاشا في الفترة الصيفية لاستقرارالأجواء البحرية الهادئة، إذ تم استرجاع أكبر كمية خلال شهر أفريل ب31.4 كغ ثم خلال شهر جانفي ب9.9 كغ مقابل كميات تراوحت بين 6 و8 كغ خلال الأشهر الأخرى، وكانت أقل كمية تم استرجاعها شهر جوان. * وأشار المقدم سليمان دفايري رئيس خلية الاتصال بقيادة القوات البحرية، إلى أنه تم تشديد الرقابة البحرية لإحباط كل محاولات نهب المرجان واستنزاف الثروة السمكية والحيوانات البحرية النادرة، في مقدمتها المرجان، مشيرا في لقاء ب"الشروق اليومي" الى اعتماد إجراءات تتمثل في تكثيف الدوريات والكمائن. * ويشتغل المحققون، حسب ما توفر ل "الشروق اليومي" من معلومات، حاليا على معطيات تفيد بوجود تعاملات بحرية بواسطة الزوارق بين المهربين الجزائريين والتونسيين في ظل تشديد الرقابة على الحدود البرية. * من جهتها، عالجت مصالح الدرك الوطني خلال الفترة الممتدة من شهر جانفي الى نهاية ديسمبر من العام الجاري، 12 قضية تتعلق بتهريب المرجان بولاية الطارف أسفرت عن استرجاع أكثر من 87 كغ من المرجان رفيع النوعية، أغلبها تم حجزها بمخازن سرية ملك للمهربين، وخلال دوريات بشواطىء الطارف أبرزها بشاطئ المزيرعة، الصفصاف، بوتريبيشة، إضافة الى تفكيك عديد من شبكات الإسناد، وقال مصدر مسؤول على صلة بالتحقيق في هذه القضايا، إن مهربي المرجان جندوا رعاة مواشي وفلاحين على الشريط الحدودي، لإيفادهم بتحركات رجال الأمن وهم مكلفون أيضا بنقل المرجان المهرب. * وأسفرت التحقيقات في هذه القضايا أن هذه الكميات كانت مهربة برا الى تونس عبر الحدود الشرقية، خاصة عبر منطقة "العيون"، حيث كثف حرس الحدود نشاطهم لإحباط تهريب المرجان الى شبكات إيطالية مختصة عبر تونس استنادا الى تحقيقات أمنية توصلت الى أن سعر الغرام الواحد من المرجان يعادل اليوم، مليون سنتيم، حيث يعادل سعره الغرام الواحد من الكيف المعالج. * ونبه خبراء الى التهديدات التي تهدد المرجان الذي يصنف كحيوان بحري ينمو ب 5 مليمتر في السنة، ويفرض ذلك ألا يصطاد على مدار 15 سنة، حيث يتم نزعه بواسطة صليب حديدي مزوّد بالشباك لنزع المرجان، ما يؤدي الى وقف تكاثره، لكن التحقيقات الأمنية تذهب في اتجاه بحث التنسيق بين شبكات تهريب المرجان وتمويل الجماعات الإرهابية، خاصة وأن تحقيقات أمنية سابقة كشفت أن عصابات تهريب المخدرات تعد أهم مصادر تمويل الجماعات الإرهابية منها "الجيا"، حيث لا تستبعد التحقيقات وجود مقايضة المرجان بالسلاح والمواد المتفجرة التي تراهن عليها الجماعات الإرهابية منها "الجماعة السلفية" التي تعاني عجزا في المتفجرات والسلاح، خاصة وأن المرجان يهرب الى تونس، حيث سبق لحرس الحدود بالعوينات بتبسة أن حجزوا كمية هامة من الأسمدة الكيماوية الخام التي تستعمل بعض تركيباتها في صناعة القنابل، وهي ذات مفعول قوي، ويتم تهريب المرجان من تونس الى إيطاليا التي تنشط بها شبكات تهريب الأسلحة، وعلق مسؤول أمني على صلة بملف مكافحة الإرهاب سألته "الشروق اليومي" بالقول إن "جميع الشبكات الإجرامية تنسق مع الجماعات الإرهابية وتقوم بتمويلها وتعتبر قواعد خلفية للجماعات الإرهابية التي تعد عصابات إجرامية في حد ذاتها"، وأضاف إن شبكات التهريب "تبحث عن الربح في الأسهل وتتجاهل هوية زبائنها".