أنس جمعة. قال عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، إن المجلس يبحث طلبين من المغرب والأردن للانضمام إليه في تحرك يهدف إلى التصدي لاضطرابات إقليمية. وأضاف الزياني إن وزراء خارجية المجلس سيجرون مباحثات مع وزيري خارجية البلدين فلاستكمال الإجراءات اللازمة. ورغم أن انضمام الأردن للسرح الخليجي لم يفاجئ المراقبين بحكم قربه الجغرافي والثقافي والاجتماعي من دول الخليج وبحكم أن العائلة الهاشمية الحاكمة في الأردن من أصول حجازية، غير انضمام المغرب الذي يبعد عن الخليج بآلاف الأميال، فضلا عن الهوة الثقافية والشعبية والاجتماعية والاقتصادية، يطرح العديد من التساؤلات ونقاط الاستفهام والتعجب! لماذا تريد دول الخليج ضم المغرب لاتحادها؟ دول الخليج قليلة العدد تحتاج لدولة ذات ثقل سكاني كبير لخلق توازن بينها وبين إيران عدوتها اللدود، ورغم وجود العراق واليمن على حدود هذه الدول، غير أنها تفضل المغرب السني الملكي الذي يبعد آلاف الأميال عن العراق الشيعي القريب من إيران وعن اليمن الجمهوري المليء بالمشاكل والثورات. التعاون الخليجي يريد أيضا بضم المغرب، خلق تحالف جديد للممالك العربية، يحصنها من رياح التغيير والثورة في الوطن العربي.. كما أن المغرب معروف بانخراطه في محور الاعتدال العربي والسلام مع إسرائيل الذي تقوده المملكة العربية السعودية.لماذا يريد المغرب الانضمام للتعاون الخليجي؟ المغرب المنهك اقتصاديا والمهدد اجتماعيا، لايريد أن يضيع فرصة ذهبية كهذه، فأموال البترول الخليجية التي قد تضخ في اقتصاده دماء جديدة، وأسواقها التي ستحتتضن آلاف العمال المغاربة كلها وصفات سحرية للخروج من هذه الأزمات، كما أن للمغرب مآرب أخرى ليس آخرها إغاضة الجزائر التي رفضت استجاداءاته المتكررة لفتح الحدود وتفعيل السرح المغاربي بالقفز فوق المشكلة الصحراوية. كما يجدر التنويه هنا إلى أن المغرب كان سباقا في قطع العلاقات مع إيران عدوة الخليجيين وهو الموقف الذي سجله مجلس التعاون ليكافئ الآن المغرب عليه. هذا دون إغفال انخراط المغرب في التعاون العسكري والأمني مع دول الخليج في ما يسمى مكافحة الإرهاب، فضلا عن كون الجانبين من أبرز زبائن للولايات المتحدة في اقتناء السلاح. في الختام نذكر أن الشواطئ المغربية كثيرا ما احتضنت أمراء الخليج للنقاهة والاستجمام وآخرهم الملك السعودي عبدالله ابن عبدالعزيز.