نفى الأمين العام للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، خالد بونجمة، ما تداولته وسائل الإعلام الوطنية حول علاقته بالأزمة الحاصلة في صفوف الجبهة الوطنية الجزائرية، التي تشهد أجنحتها تصارعا على الزعامة وسباقا محموما لأجل الإطاحة برئيسها الحالي موسى تواتي.وذكر في بيان أصدره بهذا الشأن أن ''تنسيقية أبناء الشهداء تنظيم غير سياسي مستقل لا علاقة له بالأزمة الداخلية في هذا الحزب''، مضيفا أن الأفانا ''ليس فيه ما يُغري للاهتمام بمشاكله وتوجهاته''. وأكد بونجمة بنبرة حملت الكثير من معاني السخرية والاستخفاف بتشكيلة تواتي السياسية، أن منظمته في حال اختارت خوض العمل السياسي، فإن لديها من الأفكار والتوجهات والأطروحات ما يغنيها عن البحث في أزمات الأحزاب الأخرى، وخصوصا حزب الأفانا الذي اتهمه بالعمى السياسي واضطراب البوصلة، قائلا ''التنسيقية ليست عقيمة سياسيا لتبحث عن الارتماء السياسي الأعمى في موجة حزب مجهول الأهداف والمنطلقات''، مشيرا ''لو أردنا ولوج عالم السياسة لأسسنا حزبا واضح المعالم والأهداف، ولنا من المبادئ والأفكار ما يؤهلنا لتبوء المكانة اللائقة بنا في الخريطة السياسية''، على حد تعبير البيان. وتأتي تصريحات بونجمة على خلفية اتهامات تواتي له بالوقوف خلف موجة التمرد التي يشهدها الحزب منذ ما قبل الرئاسيات المنصرمة، وهي الموجة التي ظهرت أولى بوادرها الحديثة حين صوت غالبية نواب الكتلة البرلمانية لصالح التعديل الدستوري الأخير، في الوقت الذي كان موقف رئيس الحزب وبعض أعضاء مكتبه الوطني يدعو إلى الامتناع عن التصويت لصالح التعديلات المقترحة، وتطورت الأحداث بعد ذلك إلى درجة أوشك فيها المعارضون للقيادة الحالية على الإطاحة برأس تواتي من زعامة الأفانا بعد المؤتمر الاستثنائي الذي عقدته قيادات مناوئة له أواخر السنة الماضية بحمام ريغة، وانتهى برفض وزارة الداخلية الاعتراف بشرعيته تفاديا لأي تشويش على موعد الانتخابات الرئاسية التي كان تواتي أحد المرشحين لخوضها. ويبدو أن تواتي لازال يعيش هاجس الماضي القريب وتجربته السابقة مع بونجمة، خاصة وأن هذا الأخير كان السبب وراء مغادرته بيت التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء التي أسسها منتصف التسعينيات، بعد انقلاب أبيض رتبه مسبقا لاعتلاء كرسي التنسيقية.