ندد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ليلة أول أمس، ب”الانتهاكات الواسعة والمنهجية والجسيمة” لحقوق الإنسان والحريات الأساسية في سوريا من قبل السلطة الحاكمة. وقرر المجلس المؤلف من 47 دولة في قرار اعتمدته أغلبية كبيرة “37 مقابل 4 معترضين و6 ممتنعين عن التصويت” إثر جلسة استثنائية حول وضع حقوق الإنسان في سوريا، “إحالة” تقرير لجنة التحقيق إلى الأمين العام للأمم المتحدة ليقرر بشأن “التحرك الملائم”. وأوصى القرار، الذي اعترضت عليه روسيا وكوبا والإكوادور والصين، بأن تطلع المنظمات الدولية الأساسية على التقرير، وباستحداث منصب “مقرر عام لحقوق الإنسان لسوريا”. ويعد اجتماع أول أمس الطارئ، الثالث الذي يعقده المجلس في مقره بجنيف حول سوريا منذ بدء الاحتجاجات فيها في مارس الماضي، وقد طرح خلاله مشروع القرار من قبل ممثل بولندا التي تترأس الاتحاد الأوروبي. ويتزامن القرار مع توسيع الاتحاد الأوروبي نطاق عقوباته على النظام وقائمة الشخصيات المشمولة بها لتشمل 12 شخصية جديدة، بينها وزير المالية محمد جليلاتي والاقتصاد محمد نضال الشعار، بالإضافة إلى عسكريين بينهم الجنرال فهد الجاسم. وكان ممثلو الدول قد تعاقبوا على الحديث في الشأن السوري، حيث أدانت ممثلة الولاياتالمتحدة شامبرلين دوناهيو “بأشد العبارات عمليات الاعتقال العشوائية المتواصلة والتعذيب للمتظاهرين السلميين”، بينما اعتبر المندوب الروسي فاليري لوشخشينين أن المجتمع الدولي يتلقى صورة أحادية الجانب عما يجري في سوريا. ومن جهتها، دعت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي في كلمتها الافتتاحية، المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات “عاجلة وفعالة” لحماية الشعب السوري، محذرة من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية. وقالت بيلاي إن حربا أهلية بكل الأبعاد ستندلع في سوريا “إذا لم تتوقف الآن عمليات القمع القاسية المستمرة من جانب السلطات السورية”، غير أن المتحدث باسم المسؤولة الأممية روبرت كولفيل أوضح للجزيرة في وقت سابق أنه من الصعب توصيف الوضع في سوريا على أنه حرب أهلية، إلا أنه يتجه بالتأكيد نحو ذلك. وتحدثت بيلاي عن التقرير الذي قدمته لجنة التحقيق الدولية التي فوضها المجلس الاثنين وخلص إلى أن جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها قوات الأمن السورية، معتبرة أنه “يعزز الحاجة الملحة لمحاسبة” النظام في دمشق. وفي السياق ذاته، دعا نائب الرئيس الأمريكي الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي عن السلطة، مشيدا بقيادة تركيا المجاورة، وقال في تصريحات لصحيفة “حريت” التركية إن “الموقف الأمريكي من سوريا واضح، لا بد من أن يوقف النظام السوري قمعه لشعبه، وعلى الرئيس الأسد التنحي”. من ناحية أخرى، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عشرة قتلى على الأقل، سقطوا برصاص قوات الأمن والجيش، أغلبهم في حمص وبعضهم متأثرا بإصابات سابقة. ويأتي ذلك بعد مقتل 14 شخصا على الأقل يوم الجمعة عقب مظاهرات بمناطق متفرقة من سوريا في “جمعة المنطقة العازلة مطلبنا”. وحسب الهيئة، فإن ستة قتلى سقطوا برصاص الأمن والجيش في محافظة حمص، وثلاثة قتلى في درعا، وقتيلا في إدلب.