دأبت بعض الجهات في الآونة الأخيرة على تناوُل برنامج “Arab Idol” الذي يُعرض على MBC1 من زوايا مختلفة. وقد ذهب بعضهم بعيداً في تفسير المُسمَّى المفترَض لكلمة “Idol”، وبالتالي إخراجها من سياقها الطبيعي والسعي لوضعها في إطار عقائدي، لا صلة له أصلاً بالمعنى الفعلي المقصود للكلمة عبر البرنامج التلفزيوني. وفي الإطار نفسه، وبالقدر الذي يُستغرب فيه أن يقوم بعض الهواة عبر موقع “YouTube” وغيره، بعملية مُبرمجة لأخذ الأمور باتجاهات معيّنة تخدم أهداف المروِّجين لها، وتهدف إلى الإساءة إلى صورة MBC1، وإلحاق الضرر ببرنامج “Arab Idol” وجمهوره، فإنه من المستغرَب أيضاً أن تقوم بعض المواقع الإلكترونية بتداول هكذا روايات مُغرضة والترويج لها، من دون تقصّي الحقائق، أو وضعها في إطارها الحقيقي، أو حتى أخذ وجهة نظر فريق عمل البرنامج منها. من الواضح أن من يروّج لهكذا روايات يتّسم بسوء النيّة ويتمتّع بأهداف مبيّتة، وإلاّ لما كان عمد إلى الاجتزاء، وأَغفَل- عن سابق قصد وتصميم- ذكر المعاني والمرادفات الكاملة المتعدِّدة لكلمة “Idol”، واكتفى فقط بتلك التي تحمل معانٍ عقائدية تخدم أهدافه. ولا يلزم المتابع الكثير من الجهد ليرى أن كلمة “Idol” ترمُز، في ما ترمز، إلى معانىٍ عدّة، منها التقدير والإعجاب والمتابعة، وهي أيضاً مرادف لعددٍ من الكلمات على غرار “الظاهرة”، أو “النموذج”، أو “المثال”، أو غيرها، والتي تأخذ معناها الطبيعي حينما توضع في السياق الكامل، وفي الإطار التلفزيوني الترفيهي العائلي. أخيراً، ولوضع الأمور في نصابها، يهمّنا أن نوضح أن برنامج “Idol” هو برنامج عالمي، يُعرض في 44 بلداً، وأن المقصود الفعلي من مُسمَّى “Arab Idol”في منطقتنا هو “محبوب العرب”، كما هو الحال مثلاً مع برنامج “محبوب الأمريكان” “American Idol”، و”محبوب البريطانيين” “British Idol”، وغيرهما. كما أن السبب وراء اعتماد المسمَّى الأجنبي للبرنامج يعود إلى أن الفائز يُمكن أن يكون ذكراً أو أنثى وبالتالي، فإن التسمية العربية قد لا تأتي مطابقة مئة بالمئة مع طبيعة الفائز أو الفائزة. في كل الأحوال، يرمُز برنامج “Arab Idol” إلى رحلة موسيقية حالمة تأخذ المشترك من بداياته، عبر المهنيّة وصقل المواهب والاحتراف، وتوصله إلى النجومية والتألّق، فيُصبح مع ختام البرنامج “محبوب العرب” والجماهير، الذين يعود لهم الفضل في اختياره، عبر المتابعة والتصويت خلال حلقات البرنامج.