كشف عبد المجيد مناصرة، الناطق باسم جبهة التغيير، عن جملة من المبادرات السياسية بغرض الضغط في اتجاه تصحيح مسار الإصلاحات السياسية وتدارك ما يمكن تداركه من حيث الجور، خاصة بعدما أضحت قاب قوسين من التحول إلى واقع تشريعي جديد، في انتظار عرض سلة القوانين المصادق عليها في البرلمان بغرفتيه على المجلس الدستوري المنتهية عهدة رئيسه وتوقيع الرئيس بوتفليقة مرسوم النشر في الجريدة الرسمية، ورغم أن الرئيس ذاته أبدى إعجابه بصياغة إصلاحاته من قبل الحكومة ثم البرلمان، إلا أن مناصرة لم يتردد في انتقاد ما وصفه بما يسمى الإصلاحات، معتبرا أنها سياحية وليست إصلاحات سياسية، وذلك تماشيا حسب ما يقول مناصرة مع الجهد المبذول رسميا لإقناع الغرب وعلى وجه الخصوص فرنسا بجدية وجدوى الإصلاحات في الجزائر، وتساءل مناصرة في هذا الشأن، هل البرلمان الفرنسي أو غيره من برلمانات الغرب هو المدعو للتصويت في الجزائر؟ قبل أن يردف مناصرة فيما يشبه التحدي بدعوة الحكومة لإقناع الشعب بما تقدمه من إصلاحات والزج به في المعترك الانتخابي ليشارك مشاركة تضاهي مشاركة التونسيين والمصريين والمغاربة في انتخاباتهم. وقال مناصرة في ندوة صحفية نشطها، أمس، إن الجبهة قررت الالتجاء إلى الشعب صاحب المصلحة والشأن في موضوع الإصلاح لإشراكه في عملية المطالبة بتصحيح مسار الإصلاحات، وذلك اكتفاء بجمع مليون توقيع على عريضة أعدتها الجبهة بعنوان الاصلاحات الشعبية وضمنتها عشرة مطالب كاملة موجهة لرئيس الجمهورية، ترى الجبهة أن دونها لن تكون ثمة انتخابات حرة ونزيهة ولن تكون ثمة مشاركة انتخابية من قبل الشعب الجزائري ولن يكون إصلاح، وهي دعوة في ملخصها إلى الرئيس بوتفليقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فيما حمل مناصرة تداعيات ذلك للحكومة والأغلبية الحاكمة حاليا، كما وصفها عبد المجيد، دون أن يفوته التأكيد أن الشعب إن أراد أن يحول مليونية التوقيعات إلى مليونية ميدانية سيجد جبهة التغيير جزءا من الشعب الجزائري. كما كشف مناصرة عن اعتزام الجبهة دعوة الأحزاب السياسية المطالبة بالتغيير، دون المتحالفة ولا المؤتلفة، في إشارة إلى الحزب المتحالف حكما، فيما رحب بكل دعوة للتحالف في إطار تجسيد التغيير والأخذ به إلى بر الإصلاح الحقيقي،ودون أن يكشف عن تفاصيل المبادرة، دعا مناصرة الداعين إلى تحالف إسلامي لحسم أمرهم، في إشارة إلى حركة مجتمع السلم التي تحفظ بشأن جمعها بين الدعوة إلى تحالف إسلامي والاحتفاظ بعضوية التحالف، مشيرا إلى أن ثمة تناف سياسي ومنهجي في دعوة حمس، كما انتقد المحذرون من الخطر الإسلامي في الجزائر، كما استنكر التسويق بأن الثورات صنيعة أمريكية، معتبرا الأول عنف في حق الشعب وغباء سياسي، ينم عن عدم استفادة المدعين ذلك من الأزمة التي عصفت بالجزائر، والثانية إهانة لإرادة الشعوب، وخلص مناصرة إلى نفي أي تهديد خارجي على الجزائر وقال إن ما يهدد الجزائر هو حالة الترهل الداخلي والفساد والبروقراطية وتفريغ الإصلاحات من محتواها وجوهرها.