عبرت مؤخرا العشرات من العائلات التي كانت تقطن بمشتة الشعبة التابعة لبلدية القيقبة بباتنة، عن رغبتها في العودة إلى مساكنها التي اضطرت للتخلي عنها خلال السنوات الماضية، بسبب الأزمة الأمنية التي عانت منها البلاد، ويرغب الفلاحون الذين هجروا حقولهم في العودة إلى خدمة الأرض مجددا واستصلاح مئات الهكتارات التي كانت تنتج أنواعا مختلفة من الغلال يتجاوز تسويقها وسمعتها حدود الولاية، وقد أجبر الفلاحون على هجرة حقولهم بحثا عن الأمن والاستقرار بمراكز البلديات والدوائر الكبرى وعاصمة الولاية، وهم الآن بعد استتباب الأمن يطالبون بحقهم في العودة لممارسة النشاط الفلاحي وخدمة الأرض كسابق عهدهم· كما يطالب العشرات من الفلاحين الذين يملكون بنادق صيد بتسهيل إجراءات استرجاعها بعد استتباب الأمن وحاجتهم الملحة إليها· وكانت الأزمة الأمنية سنوات التسعينات قد دفعت بالجهات المسؤولة إلى تجريد عديد المواطنين القاطنين عبر بلديات باتنة من بنادقهم، وهم الآن يطالبون باسترجاعها خصوصا من ينوي العودة مجددا إلى حقله واستئناف نشاط تربية المواشي، وهو بحاجة إلى بندقيته لإخافة عصابات سرقة المواشي التي طالما كبّدت الموالين خسائر فادحة حسب الإحصائيات الأمنية خلال السنوات الأخيرة، ويؤكد المطالبون باسترجاع بنادقهم أن الجهات الأمنية وعدتهم مؤخرا بأن إجراءات التحقيق ستتم في أقرب وقت ممكن لتسوية الوضعية نهائيا، غير أن هذه الوعود طال أمدها ولا يزالون في انتظار تجسيدا فعليا، ويناشدون السلطات المحلية والولائية مدهم بمشاريع الدعم وتوفير مرافق الحياة والآليات التنموية التي تساعدهم على الاستقرار في مناطقهم والتفرغ لنشاطهم المعتاد، وفي هذا الشأن تناشد أزيد من 80 عائلة من مشتة ”الشعبة” التابعة لبلدية ”القيقبة” المنتخبين المحليين مساعدتهم للرجوع إلى ديارهم بالمشتة، وأكدوا أن منطقتهم استثنيت تماما من البرامج التنموية للبلدية خلال العشرين سنة الماضية وما تخللها من مشاكل أمنية، شتتت التعداد السكاني للمنطقة وهجّرت المواطنين نحو البلديات والدوائر المجاورة، غير أنهم عازمون على العودة إلى المشتة لو تؤخذ مطالبهم بعين الاعتبار وتوفر لهم البلدية جرارات فلاحية وآبار ارتوازية، وهو ما طالبوا به رسميا إلى جانب مد الطرقات وتهيئة المسالك، وإعادة الربط بالشبكة الكهربائية على اعتبار أن لصوص الكوابل النحاسية أغرقوا المشتة في الظلام جراء سرقة خيوط الكهرباء، ويؤكد المواطنون أن الجهات المعنية طلبت منهم الانتظام في شكل جمعية وهو ما تم بالفعل بعد اعتماد ”جمعية الشعبة الفلاحية”، ولا يزال المنخرطون فيها من الفلاحين في انتظار وعود بلدية ”القيقبة” التي أكد رئيسها أن الدراسة التي أجريت على برامج إعادة الإعمار جمدت لعدم رجوع سكان المشاتي مثل ”الشعبة” و”عين الطين”، وهناك تنسيق مع الدائرة لتفعيل الدراسة وتمكين المشتة من حصص في البناء الريفي بشرط عدم امتلاك مسكن بمركز البلدية·