اهتزت أمس إحدى ورشات المترو ببلدية باش جراح في حدود الساعة العاشرة صباحا، على وقع انفجار يعتقد أن سببه تسرب للغاز في إحدى الحفر التي يمتد عمقها في باطن الأرض إلى مسافة تقارب 30مترا وذلك نتيجة شرارة نارية تكون قد لامست الغاز المجهول مصدره، بعدما تأكد أن قنوات غاز المدينة قد تم تحويل مسارها عن المحطة. الانفجار الذي سمع دويه في أرجاء الأحياء والعمارات المحيطة بالورشة، كاد أن يودي بحياة عاملين كانا بصدد تلحيم هيكل حديدي داخل الحفرة المعدة لتشكيل أحد أسس المحطة. كما أدت قوة دفع الانفجار إلى القذف بالعاملين وهما على التوالي مصطفى الوناس 45سنة وكريم سالي 26سنة، إلى علو تجاوز الثلاثة أمتار، مما تسبب لهم في التعرض إلى كسور عند السقوط فيما لم يتعرضا لحروق إلا على مستوى ألبستهما. بينما بدا باقي عمال الورشة تحت وقع الصدمة نتيجة إدراكهم بأنهم يشتغلون في منطقة خطيرة وفي ظروف تفتقر لأدوات الوقاية. وقد نقل الجرحى إلى مستشفى القبة ومستشفى مصطفى باشا لتلقي العلاج. وحسب بعض المعطيات، فإن حالة الجريحين غير خطيرة باستثناء الرضوض وربما بعض الكسور وفيما تم نقل أحد الجرحى على متن سيارة رباعية الدفع تستعمل في الورشة لمختلف الحاجات، فإن الثاني لم ينقل إلا على متن سيارة إسعاف الحماية المدنية بعد وصول هذه الأخيرة وذلك بسبب افتقار الورشة التي تسيرها الشركة الايطالية تريفي مناولة عن الشركة الألمانية قافا، إلى عيادة أو سيارة إسعاف تخصص للحالات الاستعجالية الخطيرة التي قد تحدث أثناء سير الأشغال. وقد علمت ''البلاد'' من عمال الورشة أن انفجارات مماثلة كانت قد وقعت من قبل في نفس الورشة بسبب الغاز حسب ما يعتقد. وقد تسبب الانفجار الجديد في وقوع هلع في أوساط سكان العمارات المجاورة، خاصة وأن العديد منها وعلى رأسها الأكثر قربا من الورشة تعاني من تصدعات وشقوق جراء الأشغال وقد تسبب الازدحام أثناء محاولة فرار ذات العائلات إلى خارج العمارات في وقوع حوادث بسيطة.