قتل ثلاثة مواطنين وجُرح أربعة آخرون، أمس، في انفجار للغاز بحي 550 مسكن في دالي ابراهيم بالعاصمة. وقد أدّى الانفجار الذي وقع في محلّ لبيع التبغ ومواد التجميل في عمارة من سبعة طوابق إلى تدمير الشقق المحاذية للمحلّ تدميرا كليا. وحسب ما أدلى به الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لبوزريعة كمال بلجودي فإن الانفجار وقع في حدود منتصف النهار إلا ربعا نتيجة تسرّب للغاز، مضيفا بأنّ التحقيقات متواصلة لتحديد أسباب الإنفجار. ومن جهته، أكّد المكلّف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنيّة العقيد محمد تيغرستين أنّ مصالحه نقلت الضحايا إلى مستشفى بني مسوس، فيما انتشلت القتيل الثالث في الساعة الواحدة والنصف زوالا، وهو شابٌّ في الخامسة والعشرين من العمر، وقد استعانت الحماية المدنية بفرقة متخصّصة في البحث تحت الأنقاض بالكلاب المدرّبة، فيما فتحت الشرطة العلمية تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادثة. غير أنّ السّكّان الذين كانوا في حالة غضب شديد من الغضب والاستياء، أكّدوا بأنّ الانفجار كان في الساعة العاشرة صباحا، مُوضّحين بأنّهم هم الذين انتشلوا الضحيتين الأوليَيْن، وهما إسحاق صاحب المحل البالغ من العمر 18 سنة، وأستاذ في المتوسّطة تجاوز الخامسة والأربعين. وقد اتّهم السكّان مصالح الشركة الوطنية للكهرباء والغاز بالتقصير في مراقبة شبكة قنوات الغاز في حيّهم، حيث أكّدوا أنّهم لم يكفّوا عن إخطار الشركة المذكورة بانتشار رائحة الغاز منذ أزيد من عام، حيث راودتهم شكوك كبيرة بوجود تسرّبات في أنابيب الغاز الطبيعي، مضيفين بأنّ الشركة كانت تعاين الحيّ بين الفينة والأخرى كان آخرها الأربعاء الماضي، دون أن تقوم بشيء يُذكر، على حدّ تعبيرهم. وتعالت صيحات السّكّان بضرورة تحمّل المسؤولين عواقب الحادثة التي وصفوها ب"الكارثة"، إذ وصف بعض الشبّاب من الحي الشركة الوطنية للكهرباء والغاز ب "المخادعين والكذّابين والمتهرّبين من مسؤوليّاتهم"، كما لم تسلم السلطات المحلّية بما في ذلك البلدية والدائرة الإدارية لبوزرّيعة من اتهامات السكّان، مطالبين العدالة بمعاقبة المُقصّرين والمتسبّبين المباشرين في المأساة التي عرفها حيّهم الذي اعتبروه حيّا مُهمّشا ومنسيّا. وفي تصريح "للشروق اليومي" أوضح المكلّف بالإعلام في مديرية الحماية المدنيّة للعاصمة، سفيان بختي، أن الحماية المدنية أعلنت حالة طوارئ فور وقوع الحادث، وجنّدت لهذه العملية 12 سيارة إسعاف و5 سيارات إطفاء. يُذكر أن العاصمة لم تعرف خلال هذه السنة حادثة من هذا الحجم، باستثناء الحوادث الصغيرة التي تدخل في إطار تسرّبات الغاز الطبيعي، ماعدا حادثة انفجار قارورة غاز للبوتان عرفتها بلدية باش جرّاح السنة الماضية، والتي خلّفت عددا من القتلى والجرحى والأضرار المادية. سليمة.ح / م.هدنه