دعت أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وحزبا الإرادة الشعبية وسورية الوطن إلى المشاركة الواسعة في الاستفتاء على مشروع دستور سورية الجديد، الذي عرضه الرئيس السوري بشار الأسد حلا للأزمة، بينما أكدت المعارضة السورية على رفضها لجميع الحلول التي لا تتضمن رحيل الرئيس بشار الأسد. من المقرر أن تفتح اليوم في سوريا صناديق الاقتراع أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم بخصوص مشروع الدستور الجديد الذي اقترحه الأسد، وسط مؤشرات على ضعف الإقبال، رغم ما تضمنه مشروع الدستور من بنود جديدة تقلص من قبضة نظام البعث على الحياة السياسية في سوريا وتعطي مجالا أوسع للممارسة الديمقراطية. وحسب تقارير وكالة الأنباء السورية، فإن حل الأزمة عبر الاقتراع على مشروع الدستور يجد قبولا لدى شريحة كبيرة من الأحزاب السياسية المعتمدة في سوريا، مشيرة إلى أن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وجميع المواطنين وفي مقدمتهم منتسبو ومؤيدو أحزابها إلى المشاركة والتصويت بكثافة على الدستور، داعية الجميع إلى أن يكونوا بحجم المسؤولية الملقاة عليهم وأن يمارسوها بكل صدق وشفافية. من جهتها، أكدت المعارضة السورية الممثلة تحديدا في المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق على رفضها لجميع مقترحات الأسد الإصلاحية، وأكدت أنها تعتبر نظام الأسد فاقدا للشرعية ويجب أن يرحل. وأكد رئيس هيئة التنسيق الوطنية المعارضة، حسن عبد العظيم، أن الأولوية الآن لوقف العنف لا للدستور الذي تصيغه السلطات. مشيرا إلى أن الدستور جاء متأخرا بعد قيام الثورة، ولا يمكن مناقشة الدستور والبلد في حالة ثورية. وقال عبد العظيم أن هيئة التنسيق رفضت الاستفتاء لأن القيادة السورية لم تشرك المعارضة لا الداخلية ولا الخارجية في مشروع دستور البلاد الجديد. وأكد على ضرورة سحب الجيش والآليات العسكرية من المدن السورية وإطلاق سراح المعتقلين قبل الاستفتاء على الدستور. في سياق متصل، عبر بيان المجلس الوطني السوري، الذي يرأسه برهان غليون، عن استياء المعارضة من مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد أمس الأول في تونس، وسط حضور دولي كبير، ورغم تأكيد المؤتمر على اعترافه بالمعارضة السورية، إلا المجلس الوطني السوري وصف المؤتمر بالمخيب. هذا ويأتي هذا الموعد الانتخابي في سوريا، فيما لا تزال تتواصل جهود المنظمات الدولية لإجلاء وإغاثة المواطنين في مدينة حمص السورية التي تعرف أعنف موجة مواجهات بين المسلحين في سوريا، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن المفاوضات استؤنفت مع كل من السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بهدف مواصلة إجلاء المحاصرين في حي بابا عمرو بحمص، والذين يحتاجون إلى علاج. وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة ل”رويترز”: ”استؤنفت المفاوضات مع السلطات السورية والمعارضة لمواصلة إجلاء كل الناس الذي ن يحتاجون إلى المساعدة”. واستطرد ”نأمل القيام بمزيد من عمليات الإنقاذ، نأمل أن تتمكن أيضا اللجنة الدولية للصليب الأحمر من دخول بابا عمرو اليوم”.