أكد الفرنسي آلان جيراس، مدرب منتخب مالي، أن تأشيرة التأهل لمونديال البرازيل 2014 لن تلعب فقط بين الجزائر ومالي، متصورا أن تكون المنافسة على أشدها بين جميع منتخبات المجموعة الثامنة، رغم أنه منح الأفضلية للجزائر· حاوره هاتفيا وليد حمدادو ألو السيد آلان جيراس معك صحفي من يومية البلاد الجزائرية؟ أهلا وسهلا بك، أنا في الخدمة· كيف هي أحوالك وهل شرعت في التخطيط من الآن لمواجهات التصفيات المؤهلة لمونديال 2014 بالبرازيل؟ يضحك، الحديث عن التصفيات المؤهلة لمونديال 2014 أمر سابق لأوانه، خاصة أن تاريخ بداية إجراء مباريات هذه التصفيات مقرر في شهر جوان، وعليه أنا حاليا في عطلة قصيرة المدى بفرنسا، ومباشرة بعد عودتي إلى مالي سأشرع في التحضير للتصفيات، خاصة أن ذلك يتزامن مع بداية العد التنازلي للتصفيات وهو ما يجبرني على أن أعد العدة للمواجهات المقبلة· ما رأيك في المجموعة الثامنة والتي تضم منتخبات الجزائر، مالي، البنين ورواندا؟ لا يجب أن نستصغر أي منافس في هذه المجموعة، وكل المنافسين يجب أن نحسب لهم ألف حساب·· صحيح أن المنتخب الجزائري يعد من أحسن فرق المجموعة، لكن هذا لا يعني أن التأهل إلى المونديال المقبل بالبرازيل سيلعب فقط أمام هذا المنتخب، بل يجب أن نعد العدة للمنتخبات المقبلة على غرار منتخب رواند والبنين، اللذين يملكان حظوظهما وسيشكلان عقبة في وجهنا لا محالة، وعلينا عدم استصغارهما، وفعل ذلك يعد خطأ فادحا وسيكلف غاليا· هل قمت بمعاينة البنين ورواندا، على اعتبار أن الجزائر باتت كتابا مفتوحا لا يحتاج لتعريف؟ لا أملك الكم الكافي من المعلومات حول هؤلاء المنافسين، لكن يجب الحذر وتوخي الحيطة·· رواندا على سبيل المثال منافس محترم وأنتم الجزائريون تعرفونه جيدا، خاصة أنكم واجهتموه خلال التصقيات المزدوجة السابقة المؤهلة لنهائيات أمم إفريقيا 2010 ومونديال جنوب إفريقيا، وهو منتخب تكمن قوته في روح المجموعة التي تميزه رغم أنه لا يملك نجوما معروفين· أما منتخب البنين وعلى عكس منتخب رواندا، فهو يملك لاعبين ممتازين ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية، لذا فحسم تأشيرة التأهل للمونديال المقبل، يحتم على مالي والجزائر عدم التركيز بالضرورة على موقعتي باماكو والجزائر· هل المنتخبات التي شاركت في الطبعة 28 من نهائيات أمم إفريقيا 2012 سيكون لها شأن كبير وستقول كلمتها في التصفيات المقبلة المؤهلة لمونديال البرازيل؟ ليس بالضرورة أن تتألق المنتخبات المشاركة في النسخة الفارطة من نهائيات أمم إفريقيا 2012 خلال التصفيات المقبلة والمؤهلة لمونديال ,2014 فمنتخب زامبيا على سبيل المثال، بطل النسخة 28 من نهائيات أمم إفريقيا والذي تألق كما ينبغي وتمكن من مجاراة وقهر أكبر وأقوى المنتخبات، قد لا يقوى على مواصلة مشواره بنفس الأداء، لأن كل شيء مرتبط بطريقة تسييره للأمور، بطريقة أخرى الوصول إلى القمة سهل، لكن الحفاظ عليها أمر آخر، وهو ما ينطبق على منتخب الجزائر، الذي أدى مونديال مقبول في جنوب إفريقيا، لكنه لم يتمكن من التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا 2012 بغينيا الاستوائية والغابون· على غرار ذكرك للمنتخب الجزائري، هل سبق لك وأن عاينت الخضر منذ قدوم المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش؟ أملك نظرة سطحية عن منتخبكم الحالي والذي أعاد له روح المجموعة المدرب وحيد حاليلوزيتش، لكنني لم أعاينه بعد عن كثب وأنوي فعل ذلك لاحقا، خاصة أنني أملك متسع من الوقت لفعل ذلك، خاصة وأن منافسنا الأول في التصفيات المقبلة هو المنتخب البينيني وليس المنتخب الجزائري· بغض النظر عن منصبك الحالي والمتمثل في مدرب المنتخب المالي، من ترشحه أكثر للتأهل للمونديال المقبل الجزائر أم مالي؟ كل منتخب منهما قادر على اقتطاع التأشيرة المؤهلة لمونديال البرازيل، فالجزائر تتواجد على رأس المجموعة وتملك حظوظ بلوغ عتبة المونديال، شأنها في ذلك شأن منتخب مالي الذي أشرف عليه منذ مدة ولديه هو الآخر حظوظه لاقتطاع تأشيرة التأهل· وكما سبق وأن ذكرت لك، فإن افتكاك تأشيرة التأهل لن يقتصر على مواجهتي الذهاب والعودة بين الجزائر ومالي، بل سيمتد للمواجهات الأخرى، التي ستكون صعبة المنال، خاصة أمام منتخب رواندا بكيغالي أو منتخب بنين الذي لن يتسامح بملعبه ببورتو نوفو· هل هناك لاعبون مميزون في صفوف المنتخب الجزائري لفتوا انتباهك وستعد خطتك المعاكسة للتقليل من خطورتهم؟ المنتخب الجزائري يضم لاعبين ممتازين وهم في الأصل خريجي المدرسة الفرنسية، على غرار سفيان فيغولي، النجم الحالي لمنتخبكم بكل المقاييس، شأنه في ذلك شأن اللاعب مصباح الذي لفت كثيرا انتباهي وهو يشق حاليا طريقه للوصول إلي النجومية مع نادي ميلان الإيطالي، فضلا عن اللاعب المخضرم عنتر يحيى الذي يستعين به المدرب وحيد حاليلوزيتش من أجل تأطير المجموعة وتزويد زملائه بالخبرة اللازمة، لذا يجب الحذر من جميع لاعبي الجزائر، وأدرك تماما ما ينتظرني في الوقت الحالي تحسبا لمواجهة باماكو التي يجب أن أحضر لها جيدا· ألا تعتقد أن اختيار فيغولي للمنتخب الجزائري يعد خسارة كبيرة للمنتخب الفرنسي الذي خسر جهود نجم كبير؟ حديثك عن اللاعب فيغولي وعدم انضمامه للمنتخب الفرنسي، يدخلنا في متاهات ما يعرف بمشكلة اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة، وأعتقد أن هذا الموضوع حساس للغاية، فاللاعب ذو الأصول الجزائرية يريد أن يتقرر مصيره بسرعة، لكن في المقابل من ذلك فإن اتخاذ القرارات على مستوى الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يتم ببطء ووفقا لمعايير دقيقة، وهو ما يحتم على لاعبيكم اختيار الجزائر دون فرنسا، وأنا أشاطرهم الرأي، خاصة بعد الذي وقع لأحد لاعبي المنتخب المالي الذي تم استدعاؤه للمنتخب الفرنسي الأول وشارك معه لمدة 20 دقيقة ويتعلق الأمر بسيسوكو، لاعب نادي تولوز الفرنسي الذي ندم على قراره ولا يخوله القانون حاليا الانضمام للمنتخب المالي· هل هناك فرق بين اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة المالية والجزائرية؟ لا يمكن المقارنة بين اللاعبين الماليين والجزائريين، لأن الجزائر تعد بوابة القارة الأوروبية وتمنح الامتيازات للاعبيها، على عكس المنتخب المالي الذي يتواجد بالساحل الإفريقي، وعلى سبيل الذكر فقط، فقد استدعيت لاعبا ماليا له جنسية مزدوجة، هذا الأخير تفاجأ كثيرا بقساوة الطبيعة ببلده الأم، وتصوروا أنه لم يتجرأ يوما على زيارة موطن أصوله، وهو لاعب براست الفرنسي عصمان كوليبالي· كيف تتصور الحوار التكتيكي بينك وبين الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش خلال موقعة باماكو المقبلة؟ التنافس كان على أشده بيني وبين حاليلوزيتش في وقت مضى عندما كنا لاعبين، وسبق وأن تقمصنا ألوان نفس النادي ويتعلق الأمر بباريس سان جرمان، وأتصور أن يكون الصراع على أشده من الجانب التكتيكي في موقعة باماكو·