فيما خرجت المنظمات الطلابية عن بيت الطاعة اتهم قيساري محمود من سماهم «ديناصورات» الحزب العتيد، بالعمل على تكسير الأفلان، معتبرا ذلك خيانة عظمى تمارسها هذه الوجوه التي حاولت دائما تكريس الوصاية «الأوليغارشية» في الحزب. وحمّل الأمين العام للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، في بيان تسلمت «البلاد» نسخة منه، هؤلاء مسؤولية الانسداد السياسي الحاصل في الجزائر، لأن التلاعب حسبه بمصير الأفلان هو ضرب لاستقرار الوطن. وأضاف البيان أن هدف من وصفهم ب«الانتهازيين» أضحى مكشوفا باستهدافهم ضرب وحدة الحزب وقيادته الشرعية بإيعاز خارجي قبل موعد الانتخابات البرلمانية بأسابيع قليلة، واصفا إياهم بالفاشلين، ومنهم من قضى حياته متجولا في البرلمان دون أن يقدم شيئا للجزائر. وأرجع حليف الرجل الأول في جبهة التحرير الوطني، ثورة الغاضبين على بلخادم إلى سقوطهم من سباق الترشح للبرلمان، إذ كفروا به بعدما كانوا يبجلونه بسبب إقصائهم من تصدر قوائم الحزب. ودعا المتحدث باسم الشبيبة الجزائرية، عبد العزيز بلخادم إلى عقد دورة طارئة لإحالة المتمردين على لجنة الانضباط المركزية وتجميد عضويتهم بصفة نهائية، ثم الذهاب إلى مؤتمر استثنائي بعد التشريعيات المقبلة لتصفية الحزب ممن سماهم المنافقين، في إشارة إلى المجموعة التي تقود حملة التوقيعات ضد الأمين العام للحزب، منهم وزراء وبرلمانيون وأعضاء من المكتب السياسي الحالي منذ الإعلان عن القوائم النهائية المقررة لخوض الاستحقاق المقبل تحت قبعة الأفلان. ويأتي هذا الموقف الداعم لبلخادم في معركته ضد الإخوة الخصوم في إطار لعبة الاستقواء بالأذرع الأفلانية، على غرار ما حصل في أزمة الحزب أيام علي بن فليس، لا سيما بعدما انحازت المنظمات الطلابية إلى معسكر الغضب عبر انضمام رئيس الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين والتحالف من أجل التجديد الطلابي إلى صف الراغبين في الإطاحة بالأمين العام، فهل نشهد في الأيام القادمة حركات تصحيحية موازية داخل هياكل التنظيمات التي تجرأت على شق عصا الطاعة رافضة الامتثال لقرارات القيادة العليا.