حل أمس، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المستشار مصطفى عبد الجليل بالجزائر بناء على دعوة من الرئيس بوتفلقية. وتدخل الزيارة في إطار «تعزيز التشاور والتعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها وتدعيمها في مختلف المجالات بما يتماشى وتطلعات الشعبين الشقيقين»، حسب بيان رئاسة الجمهورية، الذي أفاد بأن زيارة عبد الجليل «ستكون مناسبة للتشاور حول التطورات التي تشهدها المنطقة على ضوء الأحداث الأخيرة وما تفرضه من تحديات. كما ستسنح هذه الزيارة للطرفين بتبادل الرؤى ووجهات النظر حول مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وقال الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي محمد حريز في تصريح لقناة «العربية» السعودية أمس، عقب وصول عبد الجليل إلى الجزائر، إن رئيس المجلس الانتقالي الليبي سيطلب بصفة رسمية من السلطات الجزائرية تسليم عائلة القذافي وأموال الشعب الليبي حسب تعبيره». كما أفاد المتحدث أن عددا من الملفات سيتم تناوله بين الرئيس بوتفليقة ورئيس المجلس الوطني الانتقالي تتعلق بالوضع في منطقة الجنوب وتسليط الضوء على ما يحدث حاليا في شمال مالي. وتربط الجزائر وليبيا أكثر من ألف كيلومتر من الحدود الصحراوية، في منطقة تشهد انتشارا لعناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذين استفادوا من الأزمة الليبية للحصول على الأسلحة، وتدخل زيارة رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل إلى الجزائر في سياق الوضع الخطير الدي يشهده شمال مالي وإعلان طوارق المنطقة استقلالهم رغم شجب وتنديد المجتمع الدولي الرافض للمساس بوحدة مالي. ويرتقب أن يكون تدهور الوضع في شمال مالي أحد النقاط التي يتباحث حولها عبد الجليل مع الرئيس بوتفليقة خاصة مع تزايد خطر انتشار السلاح بين التنظيمات الإرهابية في المنطقة. والتقى الرئيس بوتفليقة مع عبد الجليل مرتين في حضور أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني في منتصف نوفمبر الماضي في الدوحة، وتبع ذلك رسالة بعث بها الرئيس بوتفليقة إلى رئيس المجلس الانتقالي الليبي بمناسبة ذكرى استقلال ليبيا في 26 ديسمبر.