كشفت الحملة الانتخابية عن تواضع البضاعة الحزبية وضعف خطاب المترشحين في أسواقها التي فتحت أبوابها على مدار ثلاثة أسابيع، ربما لأن الجزائريين لم يعد لهم القدرة على منح ثقتهم دون ضمانات لمن يتقدم للانتخابات لأن المؤمن كيس فطن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين، على الرغم من أن الجزائريين حقيقة لدغوهم أكثر من مرة ومن أكثر من جحر. الحملة الانتخابية في مجملها لم ترق إلى المستوى المطلوب، باستثناء حالات قليلة جدا لكنها لم تنجح في أن تطبع ألوانها المظهر العام للعملية التي تنافس فيها العشرات من الأحزاب والتشكيلات السياسية والقوائم الحرة. وعندما تظهر الحملة الانتخابية بخطاباتها الهزيلة، فإن أكثر من علامة استفهام تطرح بشأن العوامل التي غذت عزوف الجزائريين عن التجمعات. البعض يقول إن السلطة لا تريد برلمانا قويا هذه المرة كي تتمكن من تمرير التعديلات الدستورية بواسطة برلمان تحرجه نسبة المشاركة الضعيفة، لكن البعض الآخر يرى أن العزوف أصبح كرومزومات جزائرية خالصة ترفض الاستخفاف بعقول الناس سواء في الانتخابات أو غير الانتخابات، ولم يبق من فرصة إلا ما تعلق بنزاهة العملية الانتخابية التي تعلق عليها آمال كل من دعا لها ومن شارك فيها. وبصرف النظر عن مستوى المشاركة يوم الاقتراع فإن شفافيته ستكون المحك الحقيقي لنوايا السلطة المطالبة بالحرص أكثر على أن تمر الانتخابات في هدوء ونزاهة لأنها هي من يملك مفاتيح الهدوء والشفافية.