وزارة التربية تغتسل من عار بكالوريتها، وتختار من المبررات أفلسها، حتى تغطي غابة أصفارها بشجرة أن العلة لم تكن يوما في الصفر ولكن في ''الصفّار'' الذي أقنع الوزارة والوزير بأن أسهل الطرق لدرء فضيحة الصفر العظيمة بأن ترمى ''الكذبة'' إلى الشارع، حتى يعثر سدنة المعبد الوزاري على ذئب أو أرنب يتحمل وزر دم يوسف كما يتحمل دم بكالوريا، اقترن اسمها بالفضائح سواء في حالات الصفر أو في حالات ''عشرة على عشرة''.. الوزارة التي احتاجت وثبتها في سنة 2007إلى تبرير، لتبرير النجاح الشامل، هي نفس الوزارة التي تتسول هاته الأيام تبريرا لتبرير علامة الصفر الظاهرة على إصلاحه. والمضحك المبكي بين تبرير النجاح وتبرير الفشل أن الوزير ثابت لا يتغير وأن الأمين العام للوزارة لا يتفاجأ بالنجاح كما لا ''يتفاجع'' بالفشل، فالأمر سيان عنده وكل الرؤى والكوابيس لها تفسيرات ومبررات ومسكنات ألم بلا ندم.. لو كنا في دولة تحترم فشلها بعدم مضغه مكررا، لتمكنا منذ زمن من ولوج عنق الزجاجة على أمل الخروج منها، لكن ولأن الإفلاس أصبح عادة والعزة به عبادة وسيادة، فإنه من العادي جدا أن يصبح للصفر وزيرا ووزارة، لا تتوانى عن الترويج لمعجزة أن نتيجة ''صفر ناجح'' بإحدى ثانويات القطر، كان إنجازا واستثناء عالميا في حد ذاته.. فليس سهلا أن ينجح أي كان في الاستحواذ على الصفر بلا منازع وهو حال وزارة عمرها خمس عشرة سنة من الأصفار المتراصة والواقفة في وجه المغرضين.