قصف الجيش التونسي «ثلاث سيارات محملة بالسلاح في عمق صحراء محافظة «تطاوين» الحدودية مع ليبيا والجزائر المجاورتين «حال دخولها التراب التونسي». ويأتي هذا التصعيد متزامنا مع استنجاد الحكومة التونسية بالأمريكيين لحماية الحدود وتصريحات حادة للظواهري تدعو للإطاحة بحكومة «النهضة» التي «ترفع شعار الإسلام وترفض تطبيق الشريعة». وأوردت وكالة الأنباء التونسية أن «هذه السيارات بادرت بإطلاق النار على طائرة عسكرية «تابعة» للجيش الوطني كانت تمشط الحدود، فردت الطائرة في الحين على الهدف ودمرته» مرجحة أن تكون السيارات «قادمة من ليبيا وفي طريقها إلى الجزائر». وأوضحت أنه تم تدمير السيارات في منطقة «سطح الحصان» التي تبعد نحو 100 كلم شمال قرية «برج الخضراء» الواقعة في أقصى الجنوب التونسي. من ناحيتها أعلنت إذاعة تطاوين الرسمية أن «مجموعة مسلحة نصبت عددا من الخيام في مكان يسمى العين السخونة ببرج الخضراء.. استهدفت طائرة مروحية تابعة لقوات الجيش الوطني كانت تقوم بعملية استطلاعية، بقذيفة مضادة للطائرات». وأوضحت أن «قوات الجيش قامت بتطويق المكان في انتظار القيام بعملية تمشيط». من ناحية أخرى، يقول مراقبون إن هذه المواجهة على محدوديتها في الوقت والمكان وقلة الخسائر بها توحي بتصعيد خطير قد تشهده تونس والمنطقة الحدودية الجنوبية للبلاد. ويذهب المراقبون إلى أن «القاعدة» تتعاطى مع تونس باعتبارها دولة يسهل اختراقها وتخزين السلاح والقيام بمعسكرات التدريب فيها بعد عام ونصف من الثورة حيث فقدت تماسك الدولة والقدرة على إدارة الملفات الأمنية خاصة تجاه المجموعات الإرهابية مثلما جرى في عهد بن علي الذي نجح في منع «القاعدة» من الاقتراب من تونس وصفي أتباعها بقوة مثلما جرى في حادثة سليمان في جانفي 2007.