مدلسي مراد وزير الخارجية، نسبة إلى دلس، وهي بلدة ساحلية يحث اسمها على التدليس كما هو واضح لغة على الأقل، اعتبر في حديث لجريدة ''الشرق الأوسط اللندنية'' أن علاقات الجزائر بالرباط عادية.. أي بالمفهوم الشعبي ''نورمال''بدليل أن الرئيسين في كلا البلدين يلتقيان و''يفصران'' حتى بالهاتف!! هذا ما قاله الوزير في معرض حديثه عن مسألة غلق الحدود بين البلدين، نافيا أن تكون لذلك علاقة بمسألة الصحراء الغربية. وهذا كلام غير مدلس، بدليل أن الحدود كانت مفتوحة حتى بعد المسيرة الخضراء التي زحف فيها الحسن الثاني على الصحراء، وظل بومدين آنذاك يتفرج في انتظار أن الله ''يفرج'' ومعه الشرعية الدولية! وعندما تكون الحدود البرية مغلقة بين جارين منذ العام 1994، أي مدة 16عاما كاملة، وتوصف العلاقات بينهما بكونها ''نورمال''، فإن ذلك معناه أن فتح الحدود هو ''أمر'' غير عادي، أي ''أنورمال'' بلغة الفرنسيين التي يتقنها صاحبنا! وهذا الوصف المقلوب، للعلاقات الثنائية بغض النظر عن الأسباب والمسببات التي أدت إليها، ومن هو البادئ والخاسر والرابح لا يمكنه إلا أن يعكس وضعا مقلوبا في رؤية الأشياء على طريقة المصاب بمرض الزهايمر أو المخمور الذي يرى الديك حمارا! فمدلسي اعترف هو نفسه بأنه لم يكن ذكيا في التعامل مع ملف الخليفة الذي هتك الحال وفر بما حمل الجمل والذي يكون فاشلا في تسيير المال، لا يمكنه أن يكون ناجحا في ميادين أخرى، بما فيها الخارجية والتعامل مع الجيران خاصة وهي من أعقد الأمور وأكثرها حساسية طالما أنها مربوطة بتأمين الحدود، وكل ما يحدث في الداخل. وليس مستغربا بأن يخرج علينا نفس المسؤول الذكي لينسج لنا قصة أخرى مفادها أن التحاليل الواردة في خطاب أوباما كما هللت بعض الصحف الوطنية تشير إلى أن الموقف الأمريكي تجاه خيار الحكم الذاتي قد تغير تماما! فتبني عليه ''دراما'' جديدة! ولهذا بات وزيرنا مطالب بأن يقرأ أكثر ما تقوله بقايا المعارضة المستهلكة على شاكلة الأفافاس حين وصف العلاقات بين الجزائر والمغرب بغير الشرعية على نحو التجارة غير الشرعية أبوابها في الظاهر مغلقة أمام الملأ، وفي الواقع تمر تجارة الأفيون وتجارة البضائع ويتحرك المهربون وبنو كلبون لا يخشون!