أوضح وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن الجزائر ليست لها أي مشكلة مع المغرب وأن العلاقات بين البلدين طيبة، مضيفا أن الخلاف بينهما متعلق فقط بتصور الحل لقضية الصحراء الغربية التي يبقى موقف الرباط بشأنها غير مشجع يؤكد الوزير، مبينا في الوقت ذاته في موضوع آخر أن مشروع الاتحاد من اجل المتوسط يسير بطريقة تدريجية من الناحية النظرية فقط، وأن صدور مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير مسألة مرفوضة من قبل المجموعة الإفريقية ومن قبل المجموعة العربية والإسلامية. وقال مدلسي في حديث صحفي خص به يومية الشرق الأوسط الصادرة بلندن ''إن علاقتنا مع المغرب طيبة وليست هناك أية مشكلة، عدا موقف المغرب من قضية الصحراء الغربية، والذي يبدو غير مشجع لحل المشاكل بين الجزائر والمغرب''، مضيفا أن المسألة بالنسبة للجزائر بسيطة وهي العمل على أساس قرارات مجلس الأمن التي تؤكد على مبدأ تقرير المصير، وعلى تمكين الشعب الصحراوي من أن يختار إما خيار الاستقلال أو الحكم الذاتي، مردفا أن جبهة البوليزاريو مستعدة للدخول في مفاوضات على قاعدة هذه الأسس، لكن المشكلة تتمثل في إصرار المغاربة ''على خيارهم المتمثل في الحكم الذاتي'' الذي يبدو من وجهة نظرهم غير قابل للتفاوض، على حد ما قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية، الذي بين أن الجزائر تشجع أي طرف مهما كان للوصول إلى حل طالما يسمح هذا الحل للصحراويين بأن يتخذوا قرارهم بأنفسهم بحرية تنفيذا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن. وفي السياق ذاته، جدد الوزير اعتقاده بان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، سيعلن عن تعيين ممثل خاص له في الصحراء الغربية، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة تعيينه في وقت قريب كي تستأنف الجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، متمنيا أن تقام هذه الأخيرة قبل نهاية هذه السنة، معتبرا وصول خطة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية إلى طريق مسدود يندرج ضمن القرارات العديدة المتخذة على مستوى مجلس الأمن والتي لم تر طريقا للتطبيق رغم وضوحها. وبخصوص مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، قال مدلسي إن هذا الأخير يسير بطريقة تدريجية من الناحية النظرية فقط، موضحا أن دول المغرب العربي وجدت نفسها دون الإمكانيات لتلبية مثل هذا المشروع بصفة سريعة، فهي لازالت تنتظر الاتحاد الأوروبي لكي يجند طاقات وموارد جديدة من أجل هذا المشروع الكبير بشكل واضح، خاصة ''وأنه إلى يومنا هذا فإن دول اتحاد المتوسط لا تملك الميزانية، وأن ميزانية الاتحاد الأوروبي حتى عام 2013 لم تدرج مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، وهي غير واردة''، يضيف مدلسي الذي بين أن دول المنطقة الجنوبية للمتوسط تريد تعاونا صحيحا وليس الخطاب السياسي والعودة إلى المشاكل المعروفة. وفي سياق آخر، بين مدلسي أن صدور مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير مسألة مرفوضة من قبل المجموعة الإفريقية والعربية والإسلامية وحتى من قبل دول مجموعة عدم الانحياز، وهي مرفوضة كفكرة من قبل كل هذه المجموعات، لأن محاكمة رئيس دولة من قبل محكمة دولية أمر غير مقبول من حيث المبدأ على حد ما قال مدلسي.