أكد وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أن فتح الحدود مع المغرب يحتاج إلى تأمين من الطرفين، دون أن يوضح أي نوع من التأمين يقصد، وأشار إلى أن قضية الصحراء الغربية لا علاقة لها بمسألة الحدود• واعتبر وزير الخارجية، في حوار له مع صحيفة ''الشرق الأوسط''، على هامش قمة عدم الانحياز بشرم الشيخ المصرية، أن قضية الحدود لا تمنع وجود علاقات عادية مع كل الأقطار• واختصر مراد مدلسي حديثه ''المقتضب'' عن العلاقات الجزائرية- المغربية بالقول ''لنا علاقات عادية مع المغرب ولا توجد مشكلة''، وأضاف ''لا توجد علاقات سيئة بين المغرب والجزائر''، واعتبر الوزير، الذي فضل عدم الخوض كثيرا في مسألة العلاقات الجزائرية- المغربية، أن العلاقات بين البلدين علاقة حوار ومحاولة للتفاهم في قضايا تشغل الطرفين، وهو ما يفسر اختلاف وجهات النظر حول بعض المسائل التي حالت دون التوصل إلى علاقات جيدة بين الجارين، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، يتحدث كثيرا عبر الهاتف مع العاهل المغربي، محمد السادس، كان آخرها الأسبوع المنصرم• وفي ذات السياق، أشار الوزير إلى أن وثيقة البيان الختامي لقمة حركة عدم الانحياز تقر بصفة واضحة أن الشعب الصحراوي له الحق في تقرير المصير، انطلاقا من توصيات الأممالمتحدة ومجلس الأمن ومبادرة الأمين العام للأمم المتحدة، وهو الحل الذي تعمل الجزائر جاهدة من أجل الدفع به نحو الأمام• وتطرق مراد مدلسي في نص الحوار إلى مسألة مكافحة الإرهاب، بالقول إن الجزائر تعمل على الدفع لجهة محاربة الإرهاب بصفة ذكية وشاملة لا تقتصر على استعمال القوة فقط، كما أن الجزائر تتعامل مع كل الدول التي لها رغبة في التعامل معها نظرا لتجربتها الأليمة مع الإرهاب وتوضيح الرؤية للآخرين• وفي حديثه عن موضوع إصلاح الأممالمتحدة، كشف مدلسي عن رغبة حركة دول عدم الانحياز في تمثيلية لها بمجلس الأمن من أجل إبراز أهميتها، ولكنه اعترف أن تحقيق هذه الرغبة غير وارد اليوم• ويبقى الأمر مقتصرا على تحقيق الإصلاح، على العمل والتنسيق بين الحركة والعرب والأفارقة• وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن قمة عدم الانحياز المنعقدة في شرم الشيخ انحازت إلى قضايا العدل والسلم والأمن الدوليين، ووضعت رؤى واضحة حول كثير من قضايا دول عدم الانحياز، خصوصا الأزمة الاقتصادية والتعامل معها وإصلاح الأممالمتحدة ومكافحة الإرهاب والحوار بين الديانات والثقافات ودعم وترسيخ الديمقراطية، مشيرا إلى أن الرئيس كان قد ركز على هذه القضايا خلال مباحثاته مع عدد من الرؤساء في القمة• ومن ضمن ما أقرته القمة إعلان خاص بفلسطين وتدعيم مبادرة السلام العربية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة والتمسك بعودة المفاوضات إلى بحث القضايا الست• كما دعمت حركة عدم الانحياز إيران في برنامجها النووي السلمي بصفة أكيدة وواضحة، مع الأخذ بعين الاعتبار الهدف السلمي• وعن زيارة رئيس الجمهورية إلى مصر، نفى مراد مدلسي أن تكون بهدف إنهاء سوء التفاهم الذي حصل بشأن تقديم الجزائر مرشح للأمانة العامة لمنظمة اليونسكو ومنافسة وزير الثقافة المصري، فاروق حسني، موضحا أن الزيارة كانت ''ودية للغاية والمباحثات أيضا'' باعتبار موضوع الترشيح منته تماما والجزائر دعمت المرشح المصري•