حظي موهوبو مدرسة «الغرناطية» لمدينة «ندرومة» بتصفيقات طويلة بالمسرح الجهوي لقسنطينة، بعد أداء متألق سهرة أول أمس، ل«نوبة» من نمط «رمل مايا» تحيل في تواصل جميل إلى اندماج بين القاعة والركح ما قضى للحظات العرض على المسافات بين «مدينة الجسور» المعلقة و«ندرومة» البعيدة. ونجح بجاعي وناصر غافور وهما أخ وابن أخ الشيخ محمد غافور، وكل فرقة «ندرومة»، في تحقيق تألف أصعب جمهور مع مقاطع موسيقية لطيفة، معربة عن أناقة وحلاوة تعيد ذلك الجو الحساس من «العصر الذهبي» للأندلس الإسلامي. وأنجزت الفرقة تحت إشراف قائدها بجاعي غافور وابنه ناصر مسؤول هذه المجموعة الفنية أداء بدون أخطاء في عزف «توشية رمل مايا»، وهو مقطع موسيقي صرف متبوع ب«استخبار». وبعد ذلك، واصلت الفرقة عرضها المبهر مع «مصدر رمل مايا» بعنوان «بتنا في الهناء»، كما عزفت «درج» من نفس النمط يحمل عنوان «يا بدر البدور» قبل أن تربط ب«انصراف» مرفق بقطعة «قد جمعت معذبة قلبي» لتختتم بثلاث «مخلاص» بعناوين «لحب الشمس سيال» و«الله يهديك» و«نيران قلبي». من ناحية أخرى، لم تكن فرقة «الثعالبية» لجمعية «عبد الرحمن الثعالبي» من مدينة «الأخضرية» لولاية البويرة، أقل تألقا في بقية هذه السهرة الجميلة المهداة إلى روح الشيخ الراحل عبد الكريم بسطانجي، وذلك من خلال عزف «نوبة» من نوع «مزموم» في مدة تقارب 60 دقيقة تحت أنظار يقظة للجنة تحكيم المهرجان الوطني ل«المالوف». وأدت الفرقة التي يقودها يوسف بطاهر وبعضوية 20 فنانا في البداية «بشراف مزموم» و«انقلاب» بعنوان «دخلت للرياض» ثم مصدر «يا من سكن قلبي» وأيضا «بطايحي» عنوانه «أتاني رسول». وواصلت المجموعة عرضها ب«يا أهل الأندلس» في شكل «استخبار» ثم «درج» أي حركة موسيقية قبل أن تنهي مرورها البهي بركح المسرح الجهوي لقسنطينة بشكل بهيج عبر «انصراف» عنوانه «قم يسر لنا».