قالت إن العون لصفر سعيد توفي نتيجة تعرضه للقمع اتهمت النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية، قوات الأمن بالتعرض وبشدة لأعوان الحرس البلدي، حيث ذكر بيان صدر أمس عن النقابة أن «أعوان الحرس البلدي تعرضوا إلى الإساءة الجسدية، مع تمزيق كل الشهادات الطبية من أجل إخفاء الأدلة، وكان رجال الشرطة في انتظار أعوان الحرس البلدي عند المستشفيات لمصادرة الشهادات الطبية». كما تطرق بيان «السناباب» إلى اعتقال أعوان آخرين من الحرس البلدي في مركز أمني بالسمار، مؤكدا أنهم كانوا ضحايا «للعنف والإهانة»، وأوضح أنه «من بين المتظاهرين المعتقلين بالسمار، يوجد 4 أشخاص في عداد المفقودين، وعائلاتهم ليست لديها أي أخبار عنهم حتى الآن»، على حد قولها. وأضاف بيان النقابة أن قوات الأمن اعتقلت «700 متظاهر وأطلق سراحهم في نفس اليوم، في حين أبقي على 44 عنصرا»، على حد وصفها، حيث «أمضوا ليلتهم – يضيف البيان – على البلاط، وتم تقديمهم إلى وكيل الجمهورية في اليوم الموالي». وأرجعت في نفس السياق، سبب وفاة عون الحرس البلدي، لصفر سعيد، بمستشفى خميس مليانة، يوم 12 جويلية، إلى «تعرضه للقمع على يد قوات الأمن»، على حد زعم البيان، رغم نفي المديرية العامة للأمن الوطني، وقوع مثل هذا الأمر، موضحة أن المعني كان توفي بسبب مرض مزمن، وحتى بعض أفراد عائلته نفوا صحة هذه الاتهامات، وفق ما نقلته بعض وسائل الإعلام على لسانهم. وجاء بيان الإدانة الشديدة من طرف النقابة، على خلفية الوقائع التي شهدتها مسيرة أعوان الحرس البلدي الذين تظاهروا الاثنين الماضي بالجزائر العاصمة، والتي شارك فيها حسب تقديرات «السناباب» حوالي «45000 عون من الحرس البلدي لتذكير السلطات بالوعود التي سبق وأن أطلقتها»، إذ سار المشاركون من البليدة إلى الجزائر لمسافة تمتد على 50 كلم، وكان في انتظارهم ببئر خادم أزيد من 2000 شرطي، حيث تم استخدام شاحنات المياه وغيرها، لمنعهم من الوصول إلى قصر المرادية، كما قال البيان، وهو ما أدانته النقابة المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية في بيان أمضته الأمينة العامة، نصيرة غزلان، ورد فيه أن «السناباب تدين بشدة أعمال العنف الدامية التي مورست من قبل أعوان الأمن ضد المحتجين بطريقة سلمية، الذين كانوا يريدون الوصول إلى المرادية لمطالبة رئيس الجمهورية بالتدخل»، ودعت على إثر ذلك «المجتمع المدني والحقوقيين والنقابات المستقلة إلى التضامن مع أعوان الحرس البلدي وعدم التزام الصمت حتى تظهر العدالة».