عائلات افترشت الأرض بالمحطات لقضاء العيد بين أهاليها تعرفت محطات نقل المسافرين ما بين الخطوط الوطنية في عدد من الولايات منذ صباح أمس، اكتظاظا وفوضى غير معهودة بسبب عمليات الابتزاز التي يخضع لها المسافرون الذين اضطروا إلى افتراش الأرض في انتظار توفر حافلات وسيارات أجرة تنقلهم إلى وجهتهم. وعاينت «البلاد»، ارتفاعا صاروخيا في أسعار الرحلات التي قفزت بشكل خيالي بين عشية وضحاها بالنسبة إلى بعض الوجهات البعيدة، إذ تجاوزت تذكرة الذهاب إلى ولايات الغرب الجزائري انطلاقا من محطة المسافرين بالشلف على سبيل المثال بنسبة 10 في المائة خصوصا ولايات سيدي بلعباس، تيارت، وهران، وحتى ولايات الجنوب الغربي على غرار بشار، البيض. وتحدث مسافرون عن خضوعهم لابتزاز غير مسبوق عشية عيد الفطر وإرغامهم على دفع مسبق لأسعار الرحلات مخافة حدوث طوارئ لا تخدم ملاك السيارات والحافلات. وبلغت تذكرة الذهاب إلى سيدي بلعباس 500 دج، فيما قفزت الى 800 دج بالنسبة لسيارات الأجرة، ووصل سعر الرحلة إلى ولاية تيارت إلى 500 دج على متن سيارات الأجرة وسط زحمة شديدة وفوضى لم تشهدها المحطة من قبل. وهي الأسعار التي عرفت احتجاج المسافرين الذين اضطر الكثير منهم إلى قبولها، فيما فضل آخرون التوجه إلى القطار الذي لا تعرف أسعاره أي تغيير، على الرغم من محدودية الرحلات وأنه لا يضمن سوى رحلة الشلفوهران أو الشلفالجزائر العاصمة، مما يضطر المسافرين القاصدين الجنوب الغربي أو ولايات لا تقع على خط الشلفوهران إلى أخذ وسائل نقل أخرى لبلوغ مسقط رأسهم. وحمل عدد من المسافرين الذين تحدثت إليهم «البلاد»، مسؤولية الارتفاع الصاروخي في أسعار التذاكر الذي عرفته محطة نقل المسافرين للجهات الوصية التي لا تقوم بمراقبة قناصي الفرص في المناسبات الدينية وأصحاب الحافلات الذين استغلوا الإقبال الكبير للمواطنين من أجل رفع الأسعار بنسب تجاوزت 100 في المائة في بعض الحالات. وأضافت المصادر أن إدارة المحطة التي أوكلت إليها مراقبة االأسعار لم تتحرك على الرغم من تلقيها شكاوى من المسافرين تفيد بعدم احترام أرباب الحافلات للأسعار المعمول بها وتجاوز الزيادة القانونية التي تطبق في مثل هذا النوع من المناسبة بحجة أنهم «يفعلون الخير» وأن الخطوط التي يشغلونها حاليا ليست من صلاحيتهم وأنهم يعملون على مضاعفة الأسعار تعويضا عن الخسارة التي يتكبدونها خلال رحلة العودة، في محاولة لإقناع المسافرين بالصمت وعدم الاحتجاج. وينطبق المشهد نفسه على سيارات الأجرة هذه الأيام، حيث تعيش الخطوط البعيدة حالة استثنائية، بعدما تحولت الى وجهة لعشرات المسافرين ممن يرغبون في قضاء هذه المناسبة السعيدة بين أهاليهم وذويهم بمختلف المدن والقرى، الأمر الذي يدفعهم إلى الانتظار أكثر من ساعتين للانقضاض على سيارة أجرة خصوصا الخط الرابط بين الشلفوالجزائر العاصمة الذي صار الأكثر طلبا باعتباره يشكل جسرا حساسا يستعمله المسافرون المنحدرون من ولايات الشرق الجزائري.