تشهد مختلف المناطق عبر الوطن منذ نهاية الأسبوع، أزمة حادة في التزود بمادة الخبز وحتى الحليب، حيث ضربت المخابز وموزعو الحليب عرض الحائط بكل نداءات السلطات والاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، إلى ضرورة توفير الحدّ الأدنى من الخدمات وأيضا مضاعفة كميات الخبز بالنسبة للمخابز لتعويض إغلاق أزيد من 7000 مخبزة من مجموع 13 ألفا، راح أصحابها في عطلة مطولة لقضاء أيام العيد رفقة عائلاتهم، لا سيما الذين يقطنون في ولايات خارج مقر ولايات عملهم. تشهد مختلف المدن والأحياء في عدة ولايات، منذ يوم الخميس، حالات فوضى وطوابير طويلة من أجل التزود بمادة الخبز التي عرفت نقصا بسبب إغلاق عدة مخابز في كل مدينة مع حلول عيد الفطر. فمن خلال الجولة التي قادتنا في اليومين الأخيرين من نهاية الأسبوع إلى بعض المدن بالعاصمة وحتى ولايات مجاورة كتيبازة والبليدة، صادفنا طوابير طويلة تمتّد لأزيد من ساعة، حيث ينتظر المواطنون أمام أبواب المخابز وتحت درجات حرارة مرتفعة، خروج كميات الخبز والتي في كل الأحوال تكون قليلة، أمام كثرة الطلب، وارتفاع الكمية التي يطلبها كل مواطن، يلجأون إلى شراء كميات كبيرة من الخبز، مفضلين تخزينه لليوم الموالي على أن تكون هذه المادة الأساسية على طاولة الجزائريين غائبة كلية. وأمام الطوابير الطويلة وارتفاع الكميات المطلوبة، تلاحظ نفاد الكميات في بعض الدقائق، وهو ما يُثير سخط ونرفزة البعض الذين كانوا قد قضوا أزيد من ساعة في الطابور دون فائدة، فتجدهم يدخلون في مناوشات كلامية مع عمال المخبزة، وأحيانا أخرى فيما بينهم، لا سيما الذين يشترون كميات كبيرة. وقد أدى هذا الوضع إلى نشوب عدة شجارات أمام المخابز وصلت إلى حد تبادل اللكمات واستعمال السيوف كما حصل بإحدى المخابز بالقليعة، يتم فضها بصعوبة لاسيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من التأثير على الأعصاب. في سياق متصل، شهدت عمليات التموين وتوزيع أكياس الحليب، منذ يوم الخميس، انقطاعا بعدة مدن، حيث أكد أصحاب محلات التجزئة المختصة في بيع الألبان والحليب، أن الكثير منهم كان بصدد إغلاق محله، بسبب غياب شاحنات توزيع الحليب، أنهم «قضوا اليوم كله في انتظار شاحنات التوزيع لكن دون جدوى» مشيرين إلى أن «هؤلاء لا يقومون حتى بإخطارهم من قبل عن مواعيد التوزيع، وهو ما يجعلهم ينتظرون طوال اليوم وأحيانا يوميا دون أن يطرأ أي جديد، وهو ما يدفعهم إلى إغلاق المحلات والتفرغ لانشغالاتهم الأخرى». هذه الوضعية تؤثر على المستهلك بحدة، حيث يتسبب انقطاع وتوقف أصحاب شاحنات توزيع الحليب عن توزيع هذه المادة في أوقات محددة، في تذبذب التموين وبالتالي خلق حالة من الندرة والانقطاع لعدة أيام. وبدأت طوابير اقتناء الحليب تتشكل منذ يوم الخميس في العديد من المناطق، حيث نجد سكان ثلاث إلى أربع بلديات يتزودون من محل واحد، مما يؤدي إلى نفاد أكياس الحليب في رمشة عين، حتى أصبحت ظاهرة شراء كيس الحليب تتم «بالمعريفة». ورغم كل النداءات لضمان المناوبة والخدمة للمواطن في أيام الأعياد، وأمام غياب قانون يضبط الممارسات التجارية ونظام العمل بالمداومة في هذه الأيام، يبقى المواطن أمام كل المشاكل التي تعترضه من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار ناهيك عن الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي وشبكة المياه، ضحية إلى أجل غير مسمى. وكان اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين قد توقع حدوث هذه الأزمة التي ستمتد إلى ما بعد العيد، في انتظار عودة الأمور إلى مجاريها، وهو ما يُهدد بموجة احتجاجات وفوضى لا سيما استمرار انقطاع التزود بالحليب والخبز لمدة تزيد عن خمسة أيام.