احتدم الجدال بين مندوب فرنسا في مجلس الأمن ونظيره السوري، ووصل الأمر إلى أن ممثل باريس خاطب بشار الجعفري قائلا “ بما أنكم تحدثتم عن فترة احتلال فرنسا لسوريا فمن واجبي أن أذكركم أن جدكم رئيسكم الأسد قد طالب فرنسا بعدم الرحيل عن سوريا ومنحها الاستقلال بموجب وثيقة رسمية وقع عليها ومحفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية.. وإن أحببت أعطيكم نسخة عنها.. لقد تقدم جدّ بشار الأسد بطلب من الحكومة الفرنسية بعدم إنهاء الانتداب ولدينا وثائق بذلك”. وسارعت لجان الثورة السورية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إلى نشر وثيقة قالت إنها نفسها التي تحدث عنها المسؤول الفرنسي، حيث جاء فيها حرفيا “دولة ليون بلوم، رئيس الحكومة الفرنسية، بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسوريا، نتشرف نحن زعماء ووجهاء الطائفة العلوية في سورية أن نلفت نظركم ونظر حزبكم إلى النقاط التالية: إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة، بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني. ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة مدن الداخل. وإن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة، لأن الدين الإسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي، والشعب العلوي، بالنسبة إلى الدين الإسلامي، يُعتبر كافرا. لذا نلفت نظركم إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة إرغامهم على الالتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الانتداب ويصبح بإمكانها أن تطبق القوانين والأنظمة المستمدة من دينها”.