كوفي عنان يخلط أوراق برهان غليون استسلمت الدول الكبرى مؤخرا لخيار بحث الحلول السلمية من خلال فتح أبواب الحوار بين المعارضة السورية ونظام الرئيس بشار الأسد، وهو الحل الذي استهجنه المجلس الوطني السوري المعارض الذي لايزال يشدد على رفضه لجميع الحلول التي لا تقود إلى خيار التدخل العسكري في سوريا لطي صفحة الأسد في أقرب وقت ممكن على غرار السيناريو الليبي. أضحى سلاح المعارضة السورية أو ما يطلق عليه "الجيش السوري الحر" يقلق العديد من الدول العربية وحتى الأممالمتحدة التي أرسلت قبل يومين كوفي عنان مبعوثا أمميا لبحث حلول الأزمة السورية. وجاء تبني المجلس الوطني السوري الذي يتزعمه برهان غليون للعمليات العسكرية التي تقودها المعارضة ضد النظام السوري وسط موجة من التصريحات المتضاربة حول من يمول المعارضة السورية بالأسلحة؟ وفيما اتجهت أصابع الاتهام إعلاميا إلى كل من قطر بصفتها واحدة من أهم الدول التي لاتزال تلعب دورا كبيرا فيما يعرف ب "الربيع العربي"، سارعت الحكومة الليبية إلى نفي الأخبار الأخيرة التي قالت بأن ليبيا أضحت ملجأ المعارضة السورية التي تقوم بالعمليات العسكرية ضد النظام السوري بعد تلقيها للتدريب والإمداد بالأسلحة الليبية. من جهته، سارع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري لنفي التهم التي وجهت إلى بلاده بشأن تسليح المعارضة السورية والجيش الوطني الحر. فعلى غرار تصريحات رئيس الوزراء الليبي، عبد الرحيم الكيب، التي أكد فيها أن ليبيا لا تقوم بتمويل المعارضة السورية بالأسلحة، نفى حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء، إرسال بلاده عسكريين قطريين إلى سوريا من أجل محاربة نظام الأسد وأكد حمد بن جاسم في أعقاب مباحثاته مع مارتن شولتز، رئيس البرلمان الأوروبي في بروكسل، أن بلاده تدرس كافة الإجراءات المتاحة لإنقاذ الشعب السوري. وأشار الوزير القطري إلى إن سورية باتت تشكل قضية للمنطقة بأكملها وبالدرجة الأولى من وجهة النظر الإنسانية، مشددا على ضرورة وقف عمليات القتل هناك. تأتي تصريحات رئيس الوزراء القطري بعدما احتدم الصراع في سوريا وسط مؤشرات على أن يأخذ شكل الصراع الطائفي. وقالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أمس، أن الرئيس الأسد بات يتخوف من الانقلاب العسكري و هو ما دفع إلى سحب الأسلحة من الوحدات التي تنتمي إلى الطائفة السنية في الجيش السوري ولا يثق إلا في العسكريين "العلويين" خشية من حدوث انقلاب عسكري. وكشفت "لوفيغارو" أن النظام السوري لا يرسل عمليا أيا من عناصر الجيش الذين ينتمون إلى الطائفة السنية لشن العمليات، لأنه لم يعد لديه ثقة بهم، مشيرة إلى أن الذين يواجهون المعارضة السورية هم فقط من الذين ينتمون إلى الطائفة العلوية. وفيما لايزال سلاح الجيش السوري الحر المعارضة لنظام الأسد مجهول المصدر إلى غاية الآن، عبرت المعارضة السورية عن امتعاضها الشديد من تصريحات المبعوث الأممى إلى سوريا كوفى عنان التي دعا إلى ضرورة الحوار بين النظام والمعارضة لحل الأزمة وأوضحت المعارضة السورية التي يقودها برهان غليون أن دعوات الحوار لا يمكن أن تتحقق ولا تؤدي إلا لإتاحة المزيد من الوقت لنظام الرئيس الأسد لقمعهم. من جهة أخرى، أفادت الدائرة الصحفية للكرملين بأن الرئيس دميتري مدفيديف وقع مرسوما يقضي بإعفاء فلاديمير تيتورينكو من منصب سفير روسيا لدى دولة قطر، وذلك احتجاجا على الاعتداء الذي تعرض له السفير الروسي في قطر شهر نوفمبر الماضي والذي قررت روسيا على إثره خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر.