عائلة الضحية حمزة إكرام تطالب بلجنة تحقيق كارثة حقيقية شهدتها سواحل ولاية عنابة خلال أكبر عملية مطاردة قادتها المجموعة الإقليمية لحرس السواحل هذا الموسم لتوقيف مركبتين من صنع تقليدي على متنها 46مترشحا للهجرة السرية، حيث قتل حراف وأصيب 18آخرين بجروح متفاوتة الخطورة أحدهم في حالة حرجة للغاية بمصلحة العناية المركزة بمستشفى ''ابن رشد''، في حين لا يزال11 شابا في عداد المفقودين حسب حصيلة أولية.. وقد استفيد من المعطيات الأولية للتحقيق في هذه المأساة الفريدة من نوعها في تاريخ حملات مكافحة الهجرة غير الشرعية بشرق البلاد، أن قاربا ثالثا نجح في الفرار ولا يزال أصحابه محل بحث مكثف من طرف السلطات الأمنية، مع تسجيل وجود أجنبي من جنسية تونسية وقاصر لا يتعدى عمره 14سنة. 3 زوارق انطلقوا باتجاه سردينيا رئيس المحطة البحرية لحراس الشواطئ بعنابة، عبد العزيز زايدي، أكد في تصريح ل''البلاد'' أن وحدات البحرية تفطنت لانطلاق مجموعة من الشبان في مغامرة لبلوغ جزيرة سردينيا على متن ثلاثة زوارق تقليدية الصنع، من شاطئ رزقي رشيد ''في في'' بكورنيش مدينة عنابة حيث أقلعت المركبات دفعة واحدة في حدود منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة، الأمر الذي جعل وحدات المجموعة الإقليمية للبحرية تشن حملة مطاردة ماراطونية تكفلت بها الوحدتان العائمتان 355''الوافي'' و360 ''المنتصر''. وقد وجدت القوات البحرية صعوبات كبيرة في اعتراض مسار القارب الأول على بعد 4 أميال بحرية شمال شرق رأس الحمراء بسبب رفض الشبان ال 42 الذين كانوا على متنه الانصياع لتعليمات وأوامر أعوان حرس السواحل، وإقدام بعضهم على التلويح بالانتحار حرقا بالبنزين. وبعد فشل المفاوضات بين الطرفين حاول سائق الزورق المناورة للهروب من قبضة الفرقة البحرية، إلا أن نتائج هذا الفعل كانت كارثية حيث ارتطم القارب بباخرة الإنقاذ، فتحطم وانقلب بشكل جعل حياة ال 24عنصرا في خطر حقيقي لأن المركبة التقليدية مصنوعة أساسا من خشب لا يتطابق مع الشروط والمعايير المطلوبة في مجال الملاحة البحرية. كما تبين أن القارب كان مدهونا بمادة ''لارزين'' لمنع تسرب المياه، غير أن قوة الاصطدام أدت إلى انشطار الزورق إلى نصفين بعد انقلابه، مسفرا عن وفاة الشاب حمزة إكرام البالغ من العمر 23سنة والقاطن بضواحي حي واد القصبة بمدينة عنابة. في حين واجه البقية خطر الموت غرقا حيث تولت فرقة البحرية عملية الإنقاذ الفورية التي انتهت بتسجيل 10جرحى من بينهم قاصر، ومصاب في حالة خطيرة بعدما بترت أطرافه حيث يرقد حاليا بمصلحة العناية المركزة بمستشفى ابن رشد. في حين حولت جثة الفقيد إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة الاستشفائية نفسها. والسيناريو نفسه تقريبا تكرر مع الفوج الثاني الذي تكفلت الوحدة العائمة 355''الوافي'' بمطاردته في الوضعية 11 ميلا بحريا إلى الشمال من رأس الحمراء، حيث أبدى المترشحون للهجرة السرية رفضهم القاطع فكرة الاستسلام قبل أن يتجرأ قائد الرحلة، على حد تأكيد رئيس المحطة البحرية، على مغامرة انتهت باصطدام القارب مباشرة مع زورق وحدة البحرية حيث تحطم جزء كبير معرضا حياة 22 حرافا لخطر الموت غرقا، مما اضطر وحدات البحرية إلى تكثيف عمليات الإنقاذ إذ تمت مواجهة صعوبات عديدة وأسفرت العملية عن تسجيل 8 جرحى تعرض أغلبهم لكسور متفاوتة الخطورة في مختلف أنحاء الجسم من بينهم شاب من تونس يبلغ من العمر 25سنة ولم تكن بحوزته أي وثيقة إثبات الهوية، بينما صرح بأنه قدم من تونس إلى عنابة في زيارة عائلية فاحتك بأقاربه واقتنع بخوض مغامرة الحرفة. وتحدثت مصادر مطلعة عن أن وحدات البحرية لاتزال إلى غاية منتصف نهار أمس تواصل البحث عن مفقودين بلغ عددهم 11 شابا حسب آخر حصيلة. غير أن رئيس المحطة البحرية رفض الخوض في تفاصيل الرحلتين المشؤومتين بحجة استمرار التحقيقات إلى ساعة متأخرة من مساء أمس. إشعار السلطات الإيطالية بالتحرك واستنادا إلى المصدر نفسه فإن الفوج الأول تم توقيفه عند الدقيقة 54بعد منتصف الليل، بينما وقعت الحادثة الثانية في حدود الساعة الرابعة فجرا، في حين يتواصل البحث عن القارب الثالث الذي انطلق في الدفعة نفسها من شاطئ رزقي رشيد. كما علم أن وحدات المجموعة الإقليمية لحراس السواحل تشن منذ فجر أمس مسحا شاملا لسواحل ولايات سكيكدة، عنابة والطارف مع إشعار وحدات خفر السواحل الإيطالية لتشديد الرقابة على ساحل جزيرة سردينيا. إلى ذلك، ذكرت مصادر مقربة من عائلة الفقيد حمزة إكرام أن الأسرة تطالب بإيفاد لجنة تحقيق من القيادة الوطنية للبحرية للوقوف على ملابسات الكارثة، إذ لم تقتنع بالرواية الرسمية التي قدمتها المجموعة الإقليمية لتفاصيل الكارثة.