شهدت سواحل مدينة عنابة فجر أمس، وفي سابقة هي الأولى من نوعها في محيط الحراڤة، عملية اصطدام قاربي صيد تقليديي الصنع، بالعائمتين 660 و655 التابعتين للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، شهدت سواحل مدينة عنابة فجر أمس، وفي سابقة هي الأولى من نوعها في محيط الحراڤة، عملية اصطدام قاربي صيد تقليديي الصنع، بالعائمتين 660 و655 التابعتين للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، حيث أسفر هذا الاصطدام حسب مصادر ''النهار'' عن وفاة حراڤ ينحدر من حي وادي القبة بولاية عنابة، وفقدان حراڤ آخر من العاصمة يدعى ''إسلام'' من الحي العتيق باب الواد بالعاصمة، بالإضافة إلى بتر رجل أحد الحراڤة من ولاية عنابة وإصابة 18 حراڤا بجروح طفيفة، يقبعون بمصلحة العناية المركزة بالمستشفى الجامعي ابن رشد. وصرح رئيس المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ بعنابة، السيد ''زايدي عبدالعزيز'' في لقائه ب''النهار''، بأن عناصر حراس السواحل التابعين للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، وأثناء خرجة ميدانية روتينية بعرض المياه الإقليمية، لفت انتباهها وجود لقاربي صيد تقليديي الصنع، عليهما مجموعة من الشباب الحراڤ، الأمر الذي تطلب من ذات العناصر التدخل من أجل توقيف هذه المغامرة. غير أن الأمور تغيرت، حسب ''زايدي عبدالعزيز''، أين طلب عناصر حراس السواحل من الحراڤة، التوقف من أجل إنقاذهم، لكن فوجين من الشباب الهاوي للحرڤة رفضوا الامتثال لأوامر البحرية، وأقدموا على الاصطدام بالعائمتين لكل قارب، في عملية وصفها ذات المتحدث، بالاستراتيجية الجديدة للمغامرين من أجل الفرار من قبضة عناصر حراس السواحل، الذين عملوا ما في وسعهم من أجل تفادي الاصطدام، حسب المتحدث، غير أن تهور الحراڤة أدى إلى وقوع الحادث، حيث انكسر القاربان بعد اصطدام الأول الذي كان يقل على متنه 24 حراڤا حين اصطدم بالعائمة 660، وأسفرعن مقتل حراقڤ وجرح 10 آخرين من ضمن القارب، أين تم إنقاذهم من طرف عناصر حراس السواحل، من عرض المياه على بعد 04 أميال بحرية شمال رأس الحمراء. أما القارب الثاني يضيف بخصوصه، رئيس المحطة البحرية الرئيسية بعنابة، زايدي عبدالعزيز، بأنه كان يضم 22 حراقڤا، رفضوا هم كذلك الامتثال لأوامر البحرية، واصطدم قاربهم بالعائمة 655 لحراس السواحل بعنابة، وأسفر الاصطدام عن جرح 08 من الحراڤة يقبعون هم أيضا بمصلحة العناية المركزة بمستشفى ابن رشد. بعد أن تم إنقاذهم من طرف حراس السواحل بعنابة الذين تمكنوا من إنقاذهم بصعوبة كبيرة واستغرقت العملية حوالي ثلاث ساعات كاملة، بداية من الساعة الثالثة صباحا من فجر أمس الجمعة، وكان من ضمن الحراڤة شاب تونسي وآخر من العاصمة يدعى ''إسلام''، أكدت بخصوصه شهادات بعض الحراڤة ممن التقتهم ''النهار'' بأنه توفي بعد فقدانه في عرض البحر. كما أضاف ذات المتحدث ل''النهار'' بأن الفوجين من الحراڤة انطلقوا من المنطقة الصخرية ''فيفي'' بعنابة على متن قاربين تقليديين الصنع مزودين بمحرك ذي 60 حصانا لكل واحد منهما، وتم اعتراضهما بعد اكتشاف أمرهما من طرف عناصر حراس السواحل على بعد 04 و10 أميال بحرية شمال رأس الحمراء بعنابة، في عمليتين مختلفتين. ''النهار'' تلتقي الناجين من الحادثة من جهة أخرى، التقت ''النهار'' زوال أمس ببعض الحراڤة الناجين من حادثة الاصطدام قاربي الحراڤة بعائمتي حراس السواحل بعنابة، بمستشفى ابن رشد،وأخدت بعض شهاداتهم حول هذا الحادث المأساوي الذي راح ضحيته حراڤ من ولاية عنابة وفقدان آخر، بالإضافة إلى بتر رجل أحد منهم، والذي تم تحويله إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية مستعجلة، حيث أكدت مصادر طبية بخصوصه بأن حالته الصحية في استقرار. وكان لقاؤنا بالحراڤ الجريح ''سدراتي حمزة'' 27 سنة، يقيم بحي 20 أوت ببلدية الحجار، الذي نجى بأعجوبة من حادثة الاصطدام و أصيب بكسر على مستوى كتفه وجروح طفيفة في أنحاء مختلفة من جسمه، كان بمثابة المنعرج الخطير في الحادثة، حيث ذهب بعيدا عن حادثة الاصطدام، متهما وبصراحة عناصر حراس السواحل باعتمادهم الاصطدام بسفنهم الكبيرة بالقاربين الذين كانا يقلانهم، بالإضافة إلى الاعتداء عليهم بكرات حديدية أصابت العديد من الحراڤة على مستوى أطراف مختلفة من أجسامهم، حسب ذات المتحدث، الذي وجدناه في حالة صحية متوسطة جراء انتظاره لموعد عملية جراحية مستعجلة على مستوى كتفه، حسب تصريحه ل''النهار''. كما كان لقاء آخر ل''النهار'' بحراڤ آخر، تمكن من الفرار من قبضة عناصر حراس السواحل بعنابة، في ذات الحادث، منعرج ثاني للحادثة، حيث اتهم هو الآخر عناصر حراس السواحل بتعمد الاصطدام بالقاربين عنوة ودون سابق إنذار، في إشارة منه إلى أن ذات العناصر أرادت أذيتنا بالرغم من أننا أردنا الامتثال لأوامرهم، لكن وجدنا أنفسنا في عرض البحر، مرغمين على مواجهة المجهول. وقدم ذات الحراڤة ل''النهار''، الذي رفض الإفصاح عن هويته لنا، شريطا مصورا عن طريق التقنية الجديدة للهاتف النقال ''البلوتوث''، يكشف فيه عن عملية الاصطدام التي خلفت قتيلا ومفقودا من العاصمة و18 جريحا، حيث هدد ذات الحراڤ بكشف تفاصيل خطيرة للجهات الأمنية والقضائية المختصتين بالولاية، خلال الساعات القليلة القادمة. كما كشف لنا شاب من المجموعة الثانية التي كانت تقل 24 حراڤا، بأن الحراڤ المفقود ينحدر من حي باب الواد بالعاصمة ترك رقم هاتف أحد أفراد عائلته بالعاصمة له، موصيا إياهم بمهاتفته في حالة غياب أخبارهم لمدة 06 أيام، حيث كانت ''النهار'' حاضرة أثناء مكالمة الحراڤ الناجي من الحادثة، للرقم الذي تركه الحراڤ المفقود، حيث وقفنا على صراخ محدثنا، الذي أكد بأنه سيأتي خلال 24 ساعة القادمة من أجل استكمال الإجراءات الإدارية والقانونية في مثل هذه الحوادث المؤلمة. استعجالات عنابة تكتظ بعائلات الحراڤة عقب سماع الخبر بمدينة عنابة وضواحيها، انطلقت عائلات الحراڤة إلى مستشفى ابن رشد، وبالتحديد إلى مصلحة العناية المركزة، حيث أعربوا عن ارتياحهم الكبير للظروف التي يتم فيها إسعاف الجرحى الحراڤة من طرف أصحاب المآزر البيضاء، الذين يعملون على راحتهم وإسعافهم بطريقة إنسانية كبيرة، استحسنها العديد من عائلات الحراڤة المجروحين. السلطات المدنية و العسكرية بالولاية تزور الجرحى بالمستشفى ولم تتوان السلطات الولائية المدنية والعسكرية بعنابة، في القيام بزيارة الحراڤة الجرحى بمصلحة العناية المركزة بمستشفى ابن رشد، وإعطاء تعليمات صارمة للقائمين على المصلحة بالعناية بالمصابين الجرحى من الحراڤة. قارب ثالث عليه 17 حراڤا يبقى محل بحث في السياق ذاته، أكد رئيس المحطة البحرية الرئيسية لحراس السواحل أن قاربا ثالثا لا يزال محل بحث من طرف عناصر حرس السواحل، بعدما تمكن من الفرار من قبضة عناصره وعلى متنه العشرات من الشباب الحراڤة الذين يبقى مصيرهم مجهولا، بعد أن استغلوا انشغال حرس السواحل بعملية إنقاذ الفوجين المذكورين من الحراڤة الآخرين. إثر هلاك حراڤ وفقدان آخر وجرح عدد منهم في اصطدام مع حرس السواحل بعنابة وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة يأمر بفتح تحقيق في الحادثة أمر صبيحة أمس، قاضي التحقيق لدى محكمة عنابة، بأمر من وكيل الجمهورية، بفتح تحقيق أمني في قضية حادثة اصطدام زورقين للحراڤة بسفن حرس السواحل لعنابة، والتي توفي إثرها الشاب ''حمزة اكرام'' المولود سنة 1977 بعنابة، على خلفية اصطدام عائمتين تابعتين لحرس السواحل، بزورقي صيد على متنهما 46 حراڤا من ولايات عنابة، ڤالمة، العاصمة، إضافة الى آخر من تونس، فيما فقد حراڤ في البحر وأصيب آخرون بجروح، البعض منها بليغة إدت إلى بتر ساق أحدهم. من جهتها تحركت عناصر الشرطة القضائية لأمن ولاية عنابة للتحقيق في القضية التي التي لاتزال إلى حد الساعة محل تحريات. مصالح حرس السواحل والجهات الأمنية المختصة التي تنقلت إلى المستشفى الجامعي لعنابة لاستجواب الحراڤة المصابين والتحقيق في ملابسات الحادثة، على خلفية تضارب المواقف والشهادات بين عناصر حرس السواحل والحراڤة الناجين، اللذين أصر البعض منهم على موقفه المتهم لحرس السواحل بأنهم هم من تعمدوا صدم الزورقين بغرض إيقافهما بالقوة، فيما صرح حرس السواحل ل''النهار'' أن الحراڤة هم الذين اصطدموا بالعائمتين في محاولة يائسة منهم للهروب من محاصرة حرس السواحل.