حمل الروائي رشيد بوجدرة الكاتب “بيرنارد ليفي" نصيبا من المسؤولية عما يحدث في ليبيا وسوريا من دمار، وقال أثناء تكريمه عن مجمل أعماله مساء أول أمس في معرض الجزائر الدولي للكتاب ب«قصر المعارض" في العاصمة، أن الفيلسوف الفرنسي شخص مجنون و«فاشي" خطير يدّعي أنه فيلسوف ورجل فكر، في حين أن ما يقوم به حسب بوجدرة الذي كان يتكلم غاضبا هو نقل أفكاره إلى البلدان العربية ليسمم أفكار شعوبها، مضيفا “ليفي لا يحمل إلى الدول العربية إلا القنابل والدمار.. لقد حطم ليبيا وها هو اليوم يحطم سوريا". وراح صاحب رواية “الصبار" إلى أبعد من هذا وهو يتحدث عن “الربيع العربي"، مؤكدا أنه ليس مع هؤلاء الحكام الذين لفظتهم شعوبهم، بينما أعرب عن تخوفه من وجود “مؤامرة غربية" تحاك ضد العرب بمساهمة “ليفي"، موضحا “لابد من محاربة هذا الشخص بأقصى درجات العنف الفكري وذلك بعيدا عن العنف المادي مثلما يفعل، إن هذا الشخص جزء من مخطط رهيب لابد من التصدي له وإني على أتم الاستعداد للرد عليه سواء بالكتابة أو بمواجهة فكرية إن كان رجل فكر مثلما يدعي ويروج له". وأبدى بوجدرة في الندوة التي حضرها عدد من المثقفين والأدباء؛ رفضه التام لفكرة “الربيع العربي" التي جلبت الدمار والبلاء للشعوب العربية، مشبها ما يحدث في أغلب البلاد العربية ب«الشتاء المصقع" الذي دمر ليبيا باسم الديمقراطية، مضيفا أنه يرفض هذه الموجة الجديدة، غير أنه لم يخف حرصه ودعمه لحق الشعوب في الثورة على واقعها المر، ولكن ليس في هذا التوقيت لأن ذلك ليس مناسبا حتى لا تصبح الثورات مجرد وسيلة لتحقيق مآرب غربية. في السياق ذاته، تحدث بوجدرة عن سعادته بالشعب الجزائري الذي وصفه ب “الفطن والمحنك"، وذلك أمام ما يحدث من تغيرات سياسية طالت المنطقة العربية، دون أن تحرك فيه ساكنا، معتبرا أن “الشعب الجزائري كان دائما في الواجهة ومنساقا وراء عاطفته، لكنه دفع الثمن غاليا بدمه وأبنائه.. وها هو يقول اليوم كفى.. مللنا". وقال أيضا إن الجزائري البسيط اليوم مشغول بقوت يومه وظروف حياته ولا يمكن أن يلتفت وينساق وراء الشعارات الرنانة والزائفة التي خانته مرارا، مؤكدا “لأول مرة يتفق المثقف والمواطن البسيط عفويا ضد ما يسمى بالربيع العربي.. وهذا التوافق جاء عفويا نتيجة تراكمات من التجارب المريرة التي ذاقتها الجزائر ودفع ثمنها المثقف والمواطن البسيط حد السواء". من ناحية أخرى، عرج صاحب “الحلزون العنيد" للحديث عن امتناع الجزائريين عن الخروج تنديدا بالفيلم الأمريكي المسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، موضحا أن الشعب لم يمنع ولم يقمع من التظاهر ضد هذا العمل الدنيء، كما وصفه، بل هو خياره الحر وهي الأسباب نفسها، حسب بوجدرة، التي منعته من تبني “الربيع العربي"، مضيفا “الشعب سئم.. وهذا لا يعني أنه لم يغضب من هذه الإساءة لكنه اختار ألا يخرج عن طواعية لأنه حينما يريد الخروج لا يستشير أحدا.. فلقد ندد مرارا وتظاهر دون أن يطلب تصريحا". وأكد المحاضر أنه من غير المقبول التعدي على الأديان والاستهزاء بها، موضحا “لا أقبل أن يمس الإسلام ولا أي دين آخر فالحرية لا تعني أن تتصرف بحماقة تجرح الآخر أو تمس بمعتقداته مهما كانت"، على حد تعبيره.