لقي 220 شخصا حتفهم في الثماني والأربعين ساعة الأخيرة بمختلف المناطق السورية، بعد عمليات القصف والغارات الجوية المكثفة للجيش الموالي للنظام على مدينة حلب وريف دمشق، وقتل 22 على الأقل أمس، بحسب ما أكدته لجان التنسيق السورية المعارضة. وبينت لجان التنسيق إلى أن حصيلة القتلى توزعت على النحو التالي، 66 قتيلا في دمشق وريفها، و60 قتيلا في حلب و43 قتيلا في حماه، وتوزع الباقي في المناطق الأخرى. وتأتي أنباء هذه الأعداد المرتفعة نسبيا مقارنة مع محصلة القتلى في الأيام الماضية في الوقت الذي أعلنت فيه أحد المنظمات السورية المعارضة عن تمكن مخابرات الدفاع الجوي الموالية للنظام من القبض على ثلاثة شخصيات بارزة فيها. وبينت المنظمة التي تدعى هيئة التنسيق الوطنية في سوريا، أن المحتجزين هم عبد العزيز الخير و إياس عياش تم احتجازهم مباشرة بعد وصولهم إلى مطار دمشق الدولي قادمين من الصين، الخميس، في الوقت الذي تم فيه احتجاز ماهر الطحان الذي كان في استقبالهم. وحملت الهيئة السلطات السورية كامل المسؤولية عن الصحة الجسدية والنفسية لأعضائها المحتجزين مطالبة بالإفراج عنهم فورا. ومن جهتها؛ أشارت السلطات السورية إلى أن أعضاء الهيئة الثلاث تم اختطافهم من قبل عناصر إرهابية على الطريق السريع المؤدي للمطار، بحسب ما أورده تقرير نشر على وكالة الأنباء السورية “سانا”. وفي الأثناء، يعول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي على العديد من القادة الذين سيشاركون في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل لإيجاد الوسائل الكفيلة بتحسين الوضع الإنساني في هذا البلد. وجاء في بيان للأمم المتحدة نشر بعد محادثات بين بان والإبراهيمي مساء أول أمس في نيويورك أن هذا التجمع الدبلوماسي الكبير بإمكانه أن “يقدم دعما كبيرا من اجل معالجة الأزمة الإنسانية الخطيرة في سوريا وتأثيرها على الدول المجاورة”. وقدم الإبراهيمي تقريرا إلى بان حول زيارته الأخيرة إلى دمشق وهو سوف يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي هذا اليوم. وأوضح البيان أن الرجلين يعتبران أن “الأزمة التي تتفاقم في سوريا تمثل تهديدا متصاعدا للسلام والأمن في المنطقة”، مشيرا إلى أن محادثاتهما تركزت على “الوسائل الكفيلة بالرد على العنف الخطير في سوريا وعلى التقدم نحو حل سياسي شامل يتجاوب مع المطالب الشرعية للشعب السوري”. من ناحية أخرى، قال الرئيس المصري محمد مرسي إن وجود إيران في مجموعة الاتصال الرباعية الإقليمية بشأن سوريا ضروري، ولا يمكن تجاهل دورها كدولة مستقرة ومؤثرة في المنطقة. وأضاف مرسي في مقابلة مع التلفزيون المصري بثت مساء السبت أنه “يجب ألاّ يُنظر إلى إيران كجزء من المشكلة بل كجزء من الحل في سوريا”، وأكد أن مصر ستواصل جهودها لوقف نزف الدم في سوريا، داعيا نظام الأسد إلى إدراك خطورة ما يرتكبه ضد شعبه. وكان مرسي دعا إيران الشهر الماضي للانضمام إلى اللجنة الرباعية التي طالب بها، والتي تضم إلى جانب إيران ومصر كلا من المملكة العربية السعودية وتركيا، في مسعى لإيجاد حل للأزمة في سوريا، وفي حين طالبت تركيا والسعودية ومصر الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، تبقى إيران الدولة الوحيدة في المجموعة حليفة له. وقال مرسي الذي أصبح الشهر الماضي أول رئيس مصري يزور “الجمهورية الإسلامية” منذ عقود “لسنا بعيدين عن إيران في هذا الجانب، وليست لنا مشكلة جوهرية معها.. الأمر طبيعي كباقي دول العالم”.