أكّد عمر غول الرئيس المؤقّت لحزب تجمّع أمل الجزائر أوّل أمس الخميس بالعاصمة أن حزبه يهدف إلى المشاركة الفعّالة في كافّة مؤسسات الدولة، مؤكّدا دعم تشكيلته السياسية التي عرفت باسم (تاج) لبرنامج رئيس الجمهورية، لا سيّما فيما يتعلّق بالمصالحة الوطنية. ومن جهة أخرى، تطرّق غول إلى برنامج الحزب الذي قال إنه يهتمّ بالحراك السياسي الدولي والإقليمي والجهوي. أعرب عمر غول الرئيس المؤقّت لحزب تجمّع أمل الجزائر (تاج) في كلمة افتتاحية ألقاها خلال المؤتمر التأسيسي للحزب، والذي عقد أوّل أمس الخميس بالجزائر العاصمة عن رغبة حزبه في المشاركة في كافّة مؤسسات الدولة وهيئاتها المنتخبة والتنفيذية، وأضاف أن (تاج) يعمل على (المشاركة بفعالية) من أجل التكفّل بانشغالات المواطنين بما يجعل مصلحتهم ومصلحة الجزائر فوق كلّ اعتبار، على حدّ قوله، وأكّد في ذات السياق دعم حزبه لبرنامج رئيس الجمهورية، لا سيّما فيما يتعلّق بالمصالحة الوطنية، مشدّدا على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية التي يضعها الحزب من بين الأولويات في نشاطه، حيث أوضح في هذا الإطار أن (تماسك ووحدة الجزائر) هي ضمن أولويات عمل الحزب، مشيرا إلى أن حزب تجمّع أمل الجزائر الذي أسّس حديثا بعد انشقاق عمر غول عن حركة مجتمع السلم (سيعمل مع كلّ الأطياف والطبقات السياسية في إطار التشاور والتعاون والتضامن حرصا على وحدة واستقرار وقوة الجزائر. وتطرّق الرئيس المؤقّت لحزب تجمّع أمل الجزائر في مداخلته إلى أهداف تشكيلته السياسية، مشيرا إلى أن حزبه (سيركّز عمله على رفض الهوة المصطنعة بين الجزائريين وبين المواطن والإدارة وسيعمل على أن يسود الصالح العام والمصلحة الوطنية)، مبرزا أنه سيعطي الأولوية للشباب والمرأة. ومن جانب آخر، أكّد عمر غول أن حزبه سيعمل مع كافّة التيارات النّاشطة في الساحة السياسية دون استثناء، موضّحا أن تشكيلته (لا خصم ولا عدو لها)، في إشارة منه إلى حركة مجتمع السلم التي انشقّ عنها حديثا ليكوّن حزبا مستقلا حمل اسم (تاج) الذي يتولّي رئاسته مؤقّتا في انتظار تزكيته خلال المؤتمر التأسيسي الذي عقد بتاريخ 20 سبتمبر الجاري. بناء المجتمع أوّل أهداف "تاج" عمر غول الرئيس المؤقّت لحزب تجمّع أمل الجزائر تطرّق خلال مداخلته بشكل مختصر إلى برنامج الحزب، مشيرا إلى أنه حريص على متابعة الحراك السياسي الحاصل بكلّ (يقظة وتعقّل لاستخلاص الدروس من الغير). أمّا عن القضايا التي تمّ وضعها ضمن برنامج الحزب فقد لخّصها غول في تسع نقاط، حيث يركّز (تاج) على ضرورة العمل من أجل (بناء الإنسان الصالح الإيجابي المتوازن في أبعاده الرّوحية والفكرية والسلوكية والمتفتّح على عصره، والذي يضع مصلحة الوطن فوق كلّ اعتبار)، إلى جانب العمل أيضا على (بناء مجتمع متماسك يكون فيه الاختلاف ثروة ومكسبا وليس مصدرا للهشاشة) زيادة عن التركيز على (استكمال بناء دولة الحقّ والقانون والحرّيات الديمقراطية والمؤسسات القوية والحكم الراشد)، هذا إضافة إلى (بناء اقتصاد وطني قوي، متنافس ومنتج للشغل والثروة، على أن يكون ضامنا للعدالة الاجتماعية وللاستقرار الاجتماعي وللأمن الغذائي والطاقوي والبيئي). كما ضمّ برنامج الحزب أيضا جانب تهيئة الإقليم وتطويره (بإنصاف وعدل بين كل جهات الوطن)، إلى جانب التكفّل بانشغالات المواطنين (المُلحّة وذات الأولوية) والمستعجلة كمسألة الشغل، السكن، الصحة، العدالة، القدرة الشرائية، المرفق العام والإطار المعيشي. وقد ضمّ مشروع الحزب إلى جانب هذا عددا من المحاور الأخرى التي تتعلّق ب (إعادة الاعتبار لسلّم القيم على أساس مقوّمات الهوية الوطنية والدين الإسلامي)، وهو ما اعتبره الرئيس المؤقّت للحزب أمرا أساسيا (ولا مفر منه ولابد من ترسيخه كثقافة وسلوك مجتمع). كما تطرّق غول في حديثه إلى مسألة (مكافحة الفساد بكل أشكاله) و(العمل على تعزيز مكانة الجزائر دوليا وترقية دورها الإقليمي والدولي والتكفّل الجيّد بالجالية الجزائرية في الخارج). من جهة أخرى، تعهّد غول بأن يكون حزبه في مستوى تطلّعات الشعب الجزائري واحتياجاته، مشيرا إلى أنه سيعمل دائما على أن يكون (متميّزا في عمله بالأخلاق والنظام والوجود في الميدان من أجل جزائر آمنة مستقرّة ورائدة بين الدول). وللإشارة، فقد عقد المؤتمر التأسيسي لحزب تجمّع أمل الجزائر أوّل أمس الخميس، ومن المنتظر أن يختتم أشغاله اليوم، حيث تتواصل أشغال المؤتمر لثلاثة أيّام يتمّ خلالها انتخاب قيادة الحزب بما في ذلك الرئيس والمجلس الوطني الذي سيتشكّل من 350 عضو والمكتب السياسي الذي من المنتظر أن يضمّ 20 عضوا، حسب رئيس اللّجنة التحضيرية للمؤتمر محمد جمعة، كما سيتمّ أيضا اعتماد القانون الأساسي وتحديد السياسة العامّة للحزب بناء على مشروع البرنامج الذي أعدّ مسبقا. وقد حضر المؤتمر أكثر من 2000 مشارك ممثّلين لكلّ ولايات الوطن، وكذا للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، كما حضر جلسته الافتتاحية ممثّلو أحزاب سياسية وعدد من الوزراء إلى جانب سفراء بعض الدول المعتمدة في الجزائر وشخصيات من عالم الفنّ والثقافة والرياضة.