هذا الوضع دفع بالكثير من قاطني مدينة تيبازة إلى مناشدة السلطات الأمنية ، من أجل تكثيف أعوان أمن يسهرون على حماية الأطفال الذي يبيعون بعض المواد الاستهلاكية على قارعة الطريق الوطني رقم 11 ، 67 و الطريق الولائي رقم 42 على خلفية الاعتداءات التي تصيبهم من قبل بعض الشباب المتسكعين ، و حتى المسافرين الذي يساومونهم مقابل بضع دنانير ، خصوصا و أن أغلبهم يبيعون الخبز، حيث يجد البعض من الشباب الطائش الفرصة السانحة للتحرش بهم و مساومتهم خاصة الفتيات القاصرات اللواتي لم يتجاوزن ربيعهن الثاني عشر . و في هذا الشأن ، يؤكد الكثير ممن التقيناهم ، و نحن نستطلع الأمر بخصوص الوضع الراهن أن المتوافدين إلى ولاية تيبازة، كثيرا ما يلاحظون صورة الأطفال و هم يقفون على حافة الطريق السريع محمّلين بكيس من الخبز المغطى بالقماش ، من أجل بيعه إلى المارين مقابل 20 دج . من ناحية أخرى، ارتأينا التقرب من بعض الباعة الصغار الذين كانوا على حافة الطريق الرابط بين فوكة و بواسماعيل بتيبازة ، قبل استفسار الوضع ، حيث أكد أغلبهم أنهم في الكثير من المرات ما يتعرضون إلى مساومات علنية ، من قبل بعض الانتهازيين الذين يستغلون فرصة ضعفهم و صغر سنهم للاعتداء عليهم . و في هذا الصدد ، يشير أحدهم أنه تعرض لمحاولة السرقة على أيدي شباب كانوا على متن سيارة ، كما أن سلعته في مرات عدة تسرق فيعود إلى البيت فارغ اليدين ، و حتى الفتيات اللواتي لم يتجاوز سنهن 12 سنة يبعن على قارعة الطريق مصطفات الواحدة بجانب الأخرى و في أيديهن أكياس الخبز. في سياق مشابه ، أكد البعض ممّن التقتهم "الجزائرالجديدة" أن أولئك الأطفال كثيرا كما يتعرضون إلى حوادث مرور مميتة ، بسبب عرض سلعهم على حافة الطريق ، كما أن العديد منهم اختطفهم الموت نتيجة ممارستهم لهذا النشاط في ظل غياب السلطات و تغاضيهم عن هذا الأمر الخطير ، خاصة عند محاولة قطع الطريق بعد أن يستوقفهم بعض الزبائن ، أما آخرون فيتعرضون إلى عاهات مستديمة و إعاقات . كما أضحوا فريسة من قبل أصحاب العقول المخمورة الذي يستغلونهم لممارسة الفاحشة و الاغتصاب، بالنظر إلى الأماكن الخطيرة التي يبيعون فيها ، و التي تقع أغلبها أمام المزارع حتى يجد هؤلاء فرصتهم السانحة لممارسة أعمالهم الخبيثة سواء على الأولاد أو الفتيات مقابل نقود إضافية على التي يقبضونها طيلة اليوم . ايمان.ق