تعد المحطة البرية بمدينة حجوط ولاية تيبازة، المحطة رقم واحد من حيث عدد السرقات التي تسجل يوميا، وكثرة اللصوص الوافدين إليها من المناطق النائية المعزولة والمجاورة. تحول المكان الذي يقصده مئات المسافرين يوميا إلى مسرح، أبطاله شباب بطال ومنحرف وجد ضلته بفضائها الرحب ليمارس طقوس هوايته المفضلة وعلى طريقته الخاصة في سلب ونهب المسافرين العزل الذين أصبحت حاجياتهم وممتلكاتهم الشخصية غير امنة وعلى كف عفريت . ففي كل شبر من المحطة تراهم يصولون ويجوبون أطرافها براحة بال وعلى هواهم، متحينين الفرص أمام مداخل الحافلات للايقاع بضحاياهم واصطياد فرائسهم فتراهم يترصدون ويقتفون إثر الفتيات والعجائز خصوصا، متسللين بحذاقة بين الزحمة الشديدة وفي خضم الفوضى العارمة والصخب الصارخ وبكل خبرة متمرسة واحترافية متمكنة يسلبون وينهبون بلا رحمة أو شفقة كل ماصادفته اياديهم العابثة من أموال أو هواتف نقالة يجدونها بحقائب أوجيوب النسوة الغافلات والساهيات اللواتي ارهقتهم هموم الدنيا وأغرقتهم مشاغلها. ...نعم وا أسفاه يحدث كل هذا بمرفق عمومي وجد من المفروض لتوفير خدمة النقل للمسافر إلا أن واقع الحال يكشف الحقيقة المرة ليعكس خلاف ذلك تماما حيث تحول إلى ميدان حقيقي لامتهان وممارسة حرفة السرقة في ظل غياب أي حسيب أورقيب بامكانه ان يضع حدا لظاهرة اللصوصية الخطيرة والتي ما فتات تتنامى بشكل رهيب لتهدد ممتلكات عامة الناس الذين ابدوا استنكارهم من بقاء الوضع على حاله.وفي هذا الصدد تذكر العديد من النساء اللواتي حدثتهن" الأمة العربية" انهن تعرضن لحوادث اعتداءات مشينة من طرف لصوص مجهولي الهوية حيث تقول إحدى السيدات المترددات على المحطة لاجل معاينة الطبيب أن حقيبتها المالية التي كانت تحوي على مفتاح البيت ومبلغ مالي بقيمة 3000 دج، تعرضت للسلب ما أثار ثائرتها وصدمها كثيرا لتستطرد بقولها أنه لحسن الحظ أن تصدق عليها بعض المحسنين مبلغ 50 دج للعودة إلى البيت وبخصوص ذات الشأن تسرد إحدى الطالبات الجامعيات حادثها الماسأوي الذي لا يمكن على حد تعبيرها أن تمحيه ذاكرتها، يوم أن سرق منها هاتفها النقال بينما كانت تهم بصعود الحافلة المتوجهة نحو بواسماعيل حيث لم تتفطن للأمر بسبب الزحام والاحتكاك اللصيق إلا بعد فوات الأوان... ولم ينفع لا صراخها ولا دموعها في استرداده كما تقول.... إنها لا تعدو أن تكون بضع عينات عن جرائم السرقات المقترفة بمحطة حجوط والتي تتنامى بشكل فضيع، شاذ وغير مسبوق إطلاقا ما يجعل ناقوس الخطر يدق عاليا ليسمع ربما مصالح أمن الدائرة المسؤولة، التي يبدو وأنها لا تزال في صمتها وسباتها العميقين ولم تتحرك ساكنا لوقف اعتداءات المنحرفين واللصوص وقد أرجع بعض المسافرين الذين التقيناهم بالمكان، أسباب ما يحدث من جرائم النهب والسطوإلى الغياب الكلي للشرطة حيث لا يعثر إطلاقا على أعوان الأمن والتي يقول محدثونا أنهم لا يقومون بالأدوار المنوطة بهم والمتمثلة أساسا في فرض اجواء الأمن وحماية ممتلكاتهم مستدلين في ذلك بمركز مراقبة الشرطة الذي لا يزال لحد اللحظة هاته هيكلا من دون روح فهومغلق على مدار الأسبوع حسب شهاداتهم ولا يتواجد بداخله حتى ولا شرطي واحد ما جعله بالتالي حسبهم لا يفي بالغرض الذي وجد لأجله اصلا ما دفع بالمسافرين والناقلين على حد سواء إلى مناشدة مصالح امن الدائرة لحجوط بضرورة التحرك العاجل والجاد لفتح المركز المذكور حتى يتسنى لهم الاستنجاد بالشرطة عند الضرورة أو في حال لزوم ذلك ما يمكنهم من استرداد ربما ممتلكاتهم في حالة نهبها أوحتى الاقتصاص من السارق أن تم العثور عليه طبعا حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر.