دعت واشنطن أمس الاثنين الزعيم الليبي معمر القذافي لسلوك طريق المنفى اثناء زيارة مسؤول اميركي كبير الى بنغازي، لتسجل بذلك نجاحا دبلوماسيا جديدا لمتمردي المجلس الوطني الانتقالي الذي بات المحاور "الاساسي" للاتحاد الاوروبي.فقد اغتنمت الولاياتالمتحدة فرصة وصول مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فلتمان المفاجىء الى "عاصمة" المتمردين، لحض القذافي على مغادرة البلاد.وقالت وزارة الخارجية الاميركية في البيان الذي اعلن زيارة فلتمان، اكبر مسؤول اميركي يزور بنغازي منذ بدء حركة الانتفاضة على نظام القذافي قبل اكثر من ثلاثة اشهر، ان واشنطن "مصممة على حماية المدنيين الليبيين وترى ان على القذافي ان يتنحى ويغادر البلاد".وقد وصل المبعوث الاميركي مساء الاحد على اثر الزيارة التي قامت بها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، ومن المقرر ان يغادر اليوم الثلاثاء. ولفت بيان الخارجية الاميركية ان زيارته تشكل "اشارة اخرى الى الدعم الاميركي للمجلس الوطني الانتقالي المحاور الشرعي وذي الصدقية".واجرى المبعوث الاميركي منذ وصوله "سلسلة لقاءات مع اعضاء المجلس الوطني الانتقالي وبينهم رئيسه" مصطفى عبد الجليل، كما اوضح متحدث باسم ادارة الرئيس باراك اوباما في بنغازي.وكانت الولاياتالمتحدة -مع فرنسا وبريطانيا- في طليعة التحالف الذي تدخل في ليبيا في 19 مارس الماضي بتفويض من الاممالمتحدة لوضع حد للقمع الدامي لحركة الانتفاضة على النظام. ومن جهة الاتحاد الاوروبي قام وزراء الخارجية للدول ال27 الاعضاء بتوسيع العقوبات -تجميد الارصدة ومنع الحصول على تأشيرات- المتخذة بحق اعضاء في النظام، لتشمل شخصية اضافية قريبة من القذافي وشركة طيران ليبية.واورد بيان تبناه الوزراء الاثنين في بروكسل ان "الاتحاد الاوروبي قرر تكثيف جهوده بهدف منع نظام القذافي من الحصول على موارد واموال وخصوصا لمنع النظام من تعزيز ترسانته العسكرية وتجنيد مرتزقة".واضافة الى ذلك رفع الاتحاد الاوروبي المجلس الوطني الانتقالي الليبي الى صفة "المحاور السياسي الرئيسي الذي يمثل تطلعات الشعب الليبي"، الامر الذي يشكل خطوة على طريق اعتراف رسمي بالمجلس من قبل الاوروبيين.واكدت اشتون الاحد بعد تدشين ممثلية دبلوماسية اوروبية في بنغازي ان الاتحاد الاوروبي سيواصل تقديم الدعم للثوار طالما ارادوا ذلك. وفي حين لم تسجل اي تطورات على الجبهة العسكرية منذ ايام عدة، تترجم هذه النجاحات الحملة الدبلوماسية التي يشنها المجلس الوطني الانتقالي. ومن المتوقع ان يجتمع احد مبعوثيه عبد الرحمن شلقم الاثنين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.وحتى قبل هذا اللقاء دعا لافروف الى وقف المعارك، معربا عن "قناعته بان وقف الاعمال الحربية والوصول الى هدنة وحوار واتفاق هي امور حتمية".واضاف لافروف الذي امتنعت حكومته عن التصويت على قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 الذي اجاز تدخل تحالف دولي في لييا ضد نظام العقيد معمر القذافي، "نحاول تقديم مساعدتنا لوقف اراقة الدماء". واكد الثوار من جهتهم أمس الاثنين انهم تقدموا 20 كلم الى غرب اجدابيا وباتوا على مسافة حوالى 40 كلم من البريقة. وقال متحدث عسكري باسمهم احمد عمر باني لوكالة فرانس برس "نعتزم التوجه الى البريقة في غضون بضعة ايام". واكد "ان الوضع مريع" في جبل نفوسة قرب الحدود التونسية، "فلا مياه ولا غذاء. لا يمكننا مساعدتهم وذلك يستمر منذ 47 يوما" كما قال.وارسلت فرنسا الاسبوع الماضي سفينة حربية فرنسية من نوع ميسترال تجمع بين مهام حاملة مروحيات ونقل الجند ووسائل لشن هجوم برمائي وقيادة كما اكدت وزارة الدفاع.وذكرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية التي كشفت هذه المعلومة ان السفينة تحمل 12 مروحية للطيران الخفيف التابع لسلاح البر مخصصة للمشاركة في المعارك. وقال المتحدث باسم هيئة اركان الجيش الكولونيل تييري بوركارد لوكالة فرانس برس ان "كل الوسائل الفرنسية يمكن ان تنخرط في لحظة او اخرى في الازمة الليبية" رافضا في الوقت نفسه تأكيد وجود المروحيات. واضاف "هناك تطور للوضع يفتح نوافذ، لكن لا يوجد في الوقت الحاضر اي مروحية انخرطت (في القتال) في ليبيا". وحتى الان تولت طائرات فقط -مع طيار او بدون طيار- تنفيذ هجمات التحالف، لكنها لم تتمكن من استهداف عدد من الدبابات او القوات لانها قريبة جدا من المدنيين.