أبدى وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح، تفاؤله بنجاح لقاء الثلاثية القادم الذي قال عنه أنه سيكون دون شك في صالح الفئة العاملة، وأوضح الطيب لوح خلال افتتاح أشغال الدورة التكوينية الأولى حول "دور مفتشية العمل في ترقية الحوار الاجتماعي على مستوى المؤسسة"، أن لقاء الثلاثية الذي سيجمع الحكومة والاتحاد العام للعمال الجزائريين والباتروناسيكون في النصف الأول من أكتوبر المقبل دون تحديد موعدة، وأضاف المسؤول الأول عن قطاع العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، أن المؤشرات التي بحوزته المرتبطة باجتماع الثلاثية خاصة منها المستقاة من محيط الإتحاد العام للعمال الجزائريين والمنظمة الوطنية لأرباب العمل تصب في كفة العمال، وحسب الوزير، فإن الحوار الثلاثي مرهون نجاحه بالجدية والصراحة وتفعيل مضامينه، قائلا في هذا الإطار، أن السياسة الاجتماعية يحب أن تراعي التطلعات والطموحات المجتمعية والتنمية الاقتصادية، واعتبر الحوار الاجتماعي والعمل النقابي شرطان أساسيان وركيزتان مهمتان في إنجاح المؤسسة المنتجة، ومن هذا المنطلق، فإن اعتماد الحوار لمواجهة الاختلالات والأزمات لا مناص منه. وفي هذا السياق، فإن الجزائر انخرطت في المجموعة الدولية المعتمدة للحوار مع الشريك الاجتماعي منذ 1988، تمخض عنها توقيع 55 اتفاقية قطاعية، وثلاث وتسعين اتفاق إطار جماعي على مستوى المؤسسة و2813 اتفاقية جماعية حتى نهاية العام الماضي، فيما بلغ عدد الاتفاقيات الثلاثية 13 ألف، وذكر في ذات الصدد بالمساهمة الإيجابية لمنظمة أرباب العمل والإتحاد العام للعمال الجزائريين في تحسين وترقية الاقتصاد الوطني، خاصة منه المبني على المعرفة والتنافسية خارج المحروقات، وهو ما اعتبره بالتحدي، وفي موضوع متصل، قال وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، أن العالم يشهد أزمة اقتصادية خطيرة تولدت عن الأزمة المالية العالمية، انعكاساتها السلبية أثرت على عالم الشغل مما ينبغي اتخاذ إجراءات لمواجهتها، وهو ما بادرت الجزائر إليه، حيث اعتمدت إجراءات استعجالية ترمي إلى الحفاظ على مناصب الشغل، واستحداث أخرى وتخصيص 500 مليار لحماية المؤسسات العمومية ومساعدة المؤسسات الخاصة، وعن الدورة التكوينية التي افتتحت أشغالها أمس وتدوم إلى الثلاثين من هذا الشهر لفائدة مفتشي العمل، قال الطيب لوح، أنها امتداد للندوات التي أطلقتها الوزارة منذ 2006، مشيرا إلى أن دور مفتشية العمل متصل بتنمية عالم الشغل، وتحدث عن الإصلاحات العميقة التي عرفتها التي أدخلت على هذه الأخيرة في المدة الأخيرة بقرار من الرئيس بوتفليقة، من خلال تجهيزها وتحديثها بالوسائل العملية، المتطورة كي يتسنى لها مساعدة العمال والمستخدمين وتوعيتهم وحماية مصالحهم، مجددا تأكيده بأن الحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج أفضل وسيلة لمواجهة الإرتدادات والأزمات، مذكرا بأن الاحتجاج أو الإضراب العمالي حق دستوري معترف به، لذلك يستوجب فتح نقاش بشأنه قبل تنفيذه مبديا رفضه القاطع لتشبث مسؤولي المؤسسات المنتجة بقراراتهم حتى وإن كانت غير صائبة، مضيفا أن تشبث المسؤولين لن يتولد عنه سوى تقهقر المؤسسة وتدني قدرات العمل، الطيب لوح كشف عن تسجيل مصالحه لعشرات الآلاف من الزيارات التي قامت بها مفتشيات العمل لمختلف المؤسسات العمومية والخاصة خاصة التي عرفت توترات عمالية، سجلت من خلالها مئات المخالفات أغلبها لمسؤولي المؤسسات، واستناد لوزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فإن مفتشيات العمل ستشرع اعتبارا من هذا الأسبوع في زيارات مفاجئة لجل المؤسسات خاصة منها الخاصة بأمر من القاضي الأول في البلاد، للوقوف على ظروف عمل المستخدمين خاصة في الشق المرتبط بالتأمين والحماية الاجتماعية.