أكد أمس وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح، أن الإعلان عن النسبة الجديدة للبطالة سيكون خلال أيام، موضحا أنها في انخفاض مستمر مقارنة ب2007، وأورد المتحدث أن السداسي الثاني من السنة الجارية سيشهد عقد لقاء للثنائية وآخر للثلاثية إضافة إلى فتح النقاش حول مشروع قانون العمل، وحسب أرقام الوزير، فإنه تم خلق 188 ألف منصب ضمن جهاز الإدماج المهني الجديد وأن صندوق ضمان القروض سيُعزز ب10 ملايير دج أخرى سنة 2010. الطيب لوح وخلال كلمته الافتتاحية للاجتماع ال12 للشبكة الدولية لمؤسسات التكوين في العمل المنعقد بفندق "الأوراسي" والذي تمحور حول دور المؤسسات في تكوين الشركاء الاجتماعيين، أكد بأن الجزائر أقدمت منذ وقت طويل على وضع القواعد الأساسية للحوار الاجتماعي انطلاقا من المؤسسة وصولا إلى إطار الثنائية والثلاثية، موضحا أن أرقام المفتشية العامة للعمل تبين التطور الملاحظ في هذا المجال، بحيث تم خلال السنوات الأخيرة تسجيل إبرام 55 اتفاقية جماعية و92 اتفاق جماعي قطاعي إَضافة إلى اتفاقية إطار أبرمها القطاع الخاص، كما تم منذ 1990 تاريخ صدور قانون العمل تسجيل 2796 اتفاقية جماعية و13 ألف و105 اتفاق جماعي. وبرأي لوح فإن التنمية الاجتماعية مرهونة بالحوار الاجتماعي وأن التشاور بين الشركاء يستدعي أن يتوفر لدى ممثلي العمال التكوين المتواصل الذي يضمن التوافق بين المتطلبات الاقتصادية والطموحات الاجتماعية. وعلى هامش هذا اللقاء الذي شهد مشاركة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، منظمات أرباب العمل، أعضاء مجلس إدارة المعهد الوطني للعمل الجزائر وممثلين عن منظمة العمل الدولية، المركز الدولي للتكوين بإيطاليا، المركز الوطني للعمل والحماية الاجتماعية بالمغرب والمعهد الوطني للعمل والتشغيل والتكوين المهني بفرنسا، كشف لوح أن السداسي الثاني من السنة الجارية سيشهد عقد لقاء الثنائية والثلاثية باعتبار أن هناك ملفات يجب فتح النقاش حولها ودراستها، كما سيشهد فتح النقاش حول مشروع قانون العمل الذي يوجد قيد التحضير بين كل الأطراف المعنية وأوضح أن مشروع القانون هذا كبير وهام ويتضمن فلسفة اقتصادية واجتماعية ولذلك يجب اعتماده وفقا المقاييس الدولية ولا يجب التسرع فيه. وفي رده على أسئلة الصحفيين حول نسبة البطالة المُسجلة سنة 2008، أكد الوزير أن النسبة الجديدة سيُعلن عنها خلال أيام بما أن الديوان الوطني للإحصاء أنهى تحقيقه وهو يضع في اللمسات الأخيرة لعمله مبرزا أن النسبة في انخفاض مقارنة بسنة 2007 التي شهدت تسجيل 11.8 بالمئة مبررا ذلك بالمؤشرات الإيجابية الموجودة على مستوى الوزارة بخصوص المناصب التي تم إنشائها خلال السنة الماضية. وعن الأرقام التي حققها لغاية الآن جهاز الإدماج المهني ضمن المخطط الوطني لترقية التشغيل ومحاربة البطالة الذي بدأ تطبيقه منذ شهر جوان 2008، ذهب لوح يقول "إدماج وصلنا لغاية الآن إلى توظيف ما يعادل 188 ألف عامل في مختلف الفئات التي يتضمنها هذا الجهاز"، أما بخصوص خلق وترقية النشاطات عبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمختلف أنواع الأُطر الموجودة، أكد أن وتيرة تمويل المشاريع من قبل البنوك شهدت تحسنا كبيرا، فالبنوك، يضيف، تقوم بتمويل المشاريع بسرعة أكبر مما كانت عليه سيما بعد إقدام الحكومة على تمويل صندوق ضمان القروض بغلاف مالي يقدر ب10 ملايير دج ضمن قانون المالية 2009، معلنا أنه من المتوقع أن يُضاف له 10 ملايير دج أخرى سنة 2010، ما يعني أن رأسماله سيصبح يعادل 20 مليار دج، وهو ما سيؤدي إلى زرع ثقافة المُقاولة لدى الشباب، علما أن بعض المؤسسات الصغيرة تمكنت من إنشاء حتى 60 منصب شغل. وعن سؤال حول النقابات المستقلة ومشاركتها في الحوار، أورد الطيب لوح أن مختلف التنظيمات النقابية في حوار واتصال دائم مع الوصاية التابعة لها ودعا إلى عدم الإكثار من الحديث عن تنظيمات نقابية حرة وأخرى غير حرة بل هناك برأيه منظمات نقابية معتمدة وأخرى غير معتمدة، كما أوضح بأن الأنظمة التعويضية للقطاعات سيتم الذهاب إليها مباشرة بعد إنهاء عملية المصادقة على كل مشاريع القوانين الخاصة، وقصد إنهاء ذلك فإن العمل، يقول، جاري حاليا بين القطاعات المعنية والمديرية العامة للوظيف العمومي. وعن الموضوع الذي اختير لمناقشته في الاجتماع ال12 للشبكة الدولية لمؤسسات التكوين في العمل والذي تمحور حول "دور المؤسسات في تكوين الشركاء الاجتماعيين"، أكد لوح أن ذلك يرجع إلى كون الجزائر قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، بحيث كانت ثمرة هذا الحوار إبرام العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي في 2006.