بعد انتظار طويل لموقف الجزائر من قضية التطبيع، الذي هرولت إليه كل من الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، مع دولة الكيان الصهيوني، خرج الرئيس عبد المجيد تبون، ليقول كلمة الجزائر المعهودة في هذا الشأن، وهو أنه "لا تطبيع" مع الكيان المحتل. الرئيس تبون وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الوطنية تبث اليوم، قال إن "القضية الفلسطينية مقدسة بالنسبة للشعب وهي أم القضايا"، وشدد على أن الجزائر لن تشارك ولن تبارك "الهرولة للتطبيع"، كما جاء على لسانه.
وأضاف تبون أن خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، سيتضمن تأكيدا لموقف الجزائر من التطبيع، وسيشدد على أن الحل لمشاكل الشرق الأوسط هو إعلان الدولة الفلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
موقف الجزائر وإن تأخر من قضية التطبيع، إلا أنه جاء حازما وغير مهادن لمحور التطبيع، الذي استطاع أن يفشل اجتماع الجامعة العربية الأخير، في واحدة من أسوأ مواقف هذه الهيئة، التي تحولت إلى ديوان لوزارات خارجية الدول المطبعة.
وباستثناء الدولة الفلسطينية وتونس اللتان كان موقفها في مستوى تطلعات الشعب التونسي والعربي عموما، سكتت البعض من الدول، فيما باركت دول أخرى مسعى أبو ظبي والمنامة، في مشهد مخز، على غرار الموقف المصري وموقف المملكة العربية السعودية والسودان، غير أن هذه الأخيرة سارعت إلى عزل أحد إطاراتها بوزارتها للخارجية، لخروجه مباركا اتفاق التطبيع الإماراتي مع دولة الكيان الصهيوني.
وجاء موقف الرئيس تبون متماشيا مع الموقف التاريخي للجزائر من القضية الفلسطينية، والذي يحفظ عنه الجزائريون والعرب والعالم، العبارة الشهيرة التي صدرت عن الرئيس الراحل، هواري بومدين، والتي قال فيها إن "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".
ومن شأن الموقف الجزائري الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني أن يساهم ولو معنويا من الحد من موجة الاندفاع الهائج نحو التطبيع مع الكيان الغاصب، تحت الضغوط الأمريكية، التي تمكنت من دفع دول لا تعرف سوى لعب الأدوار الوظيفية، كما أصبحت تسمى، في إشارة إلى الإمارات العربية المتحدة، التي جاء قرارها التطبيعي ليكشف أدوارها التخريبية في المنطقة العربية، في كل من اليمن وسوريا وتونس وليبيا.