حيث أكد البعض ممن تحدثنا إليهم أن التصليحات السطحية التي قاموا بها من أجل إنقاذ الوضع لم تجدِ نفعا، سيما مع الوضع الحرج الذي تعرفه منازلهم، حيث أصبحت تشبه الجحيم نظرا لهشاشتها وقدم عمرانها الذي يعود تاريخه إلى العهد الاستعماري، ما ألزم مصالح المراقبة التقنية للبنايات تصنيفها ضمن الخانة الحمراء درجة 04، وتضمّن تقريرها طلب الترميم الفوري أو التهديم، قبل أن تقع فوق رؤوسهم، غير أنهم لحد الساعة لم يشهدوا أي تحرك إيجابي من طرف السلطات التي بقيت مكتوفة الأيدي رغم علمها بالخطر الذي يطاردهم منذ 50 سنة، إلا أنها غالبا ما تكتفي بتقديم جملة من الوعود لا تزال حبيسة الأدراج إلى يومنا هذا. في هذا السياق، نقل المواطنون معاناتهم إلى الجهات العليا علها تجد حلا للمشاكل التي أثقلت كاهلهم خاصة مع الاضطرابات الجوية، التي شهدتها العاصمة مؤخرا، مؤكدين أن الوضع يزداد تأزما عند تساقط الأمطار، أين تسقط أجزاء كبيرة من أسقف بناياتهم التي أضحت غير صالحة للإيواء نظرا لتأثير الإضطرابات الجوية التي جعلت منها مجرد هيكل بدون روح، ولم تتوقف معاناتهم عند هذا الحد بل نفس الوضع تشهده الجدران التي تحوي فسيفساء وتميزها ثقوب كبيرة، والأجزاء تتساقط منها دون أي قدرة منهم على إعادة ترميمها ما جعلهم يعيشون مسلسل سقوط دائم حوّل حياتهم إلى جحيم حقيقي.
اهتزاز أساسات العمارة يُرعب قاطنيها
أكد البعض ممن تحدثنا إليهم، أنه وفي العديد من المرات، تسقط أجزاء كبيرة من أسطح بناياتهم، الأمر الذي جعلهم يُدركون الحقيقة المرة التي يعيشونها في بنايات تآكلت أساساتها وأضحت آيلة للسقوط في أي لحظة، وهو الأمر الذي يجعل حياتهم في خطر مستمر، وما زاد من حدة معاناتهم أكثر هو الخوف الذي لايزال يراودهم، ورغم ذلك عجزوا عن تحريك ضمائر السلطات التي لم تبدي أي استعداد من أجل إيجاد الحلول لمشاكلهم واكتفت بتقديم جملة من الوعود، وخير دليل على ذلك مرور أزيد من 50 سنة لم يشهدوا فيها أي تغيير يذكر إزاء الحالة المتردية لبنايات أصبحت غير صالحة للإيواء.
والزيارة التفقدية التي قامت بها "الجزائرالجديدة" بين أرجاء الحي كشفت لنا جملة المخاطر التي تتربص بهم، أبرزها خطر الصعقات الكهربائية جراء الطريقة العشوائية التي وُضعت بها الأسلاك الكهربائية، الأمر الذي بات ينذر بخطر حقيقي خاصة في فصل الشتاء عندما تتجمع المياه لتغرق قبو البنايات الذي يحوي عدادها الموصول بأسلاك عشوائية تصل إلى غاية الطابق الرابع، هو ما يستدعي التدخل السريع للجهات الوصية.
السكان يستنكرون صمت مسؤوليهم
استنكر سكان "شارع التحرير" سياسة الصمت المنتهجة ضدهم من قبل المسؤولين، سيما إزاء الأضرار التي لحقت ببناياتهم، والتي صنفتها مصالح المراقبة التقنية للبنايات ضمن الخانة الحمراء، ما يستدعي إخلاءها أو إعادة ترميمها ترميما جذريا يشمل إعادة كلية لأساساتها المتسببة في تضرر العمارات الأخرى.
ليجدد هؤلاء ندائهم إلى السلطات المعنية بضرورة انتشالهم من تلك المنازل الهشة الآيلة للسقوط وترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل حدوث ما لا يحمد عقباه.
من جهتنا حاولنا نقل معاناة السكان إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية حسين داي، إلا أنه لم يرد على اتصالنا. ن.ج