ينعقد اليوم مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا على مستوى وزراء خارجية الدول الرئيسية المعنية بالصراع في ليبيا، حيث تشارك فيه لأول مرة الحكومة الانتقالية الليبية، حيث تكون مخرجات الندوة التي تم صياغتها في البيان الختامي الذي نشرته وكالات الأنباء أمس، فرصة جديدة أمام الفرقاء الليبيين للوصول إلى حلول توافقية لإخراج ليبيا من أزمتها. تشارك، اليوم، الجزائر بمعية الدول الأطراف المعنية بالملف الليبي في مؤتمر "برلين 2″، وهو المؤتمر الذي يوصف بالهام، على اعتبار أنه يشكل فرصة حقيقية لحلحلة الأزمة السياسية والأمنية بليبيا، حيث سيكون ملفي الانتخابات والمرتزقة أهم ملفين على طاولة وزراء خارجية الدول الرئيسية المعنية بالصراع في هذا البلد. وسيشهد مؤتمر "برلين 2″، الذي سيعقد على مستوى وزراء خارجية الدول الرئيسية المعنية بالملف الليبي، لأول مرة مشاركة السلطة التنفيذية الجديدة، ممثلة في المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وستقود روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، وفد الأممالمتحدة إلى المؤتمر، وذلك نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وعشية عشية انطلاق مؤتمر "برلين 2" قالت حكومة الوحدة الوطنية الليبية إنها ستعلن مبادرة تحت اسم "استقرار ليبيا"، حيث أكدت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش، إنها ستطرح خلال المؤتمر، المبادرة التي ترتكز على بنود خارطة الطريق، التي قررها ملتقى الحوار السياسي الليبي، مضيفة أن المبادرة غايتها أن يأخذ الشعب الليبي زمام الأمور بيده بمساندة الدول الداعمة له. يحدث هذا في وقت يحاول فيه المشير حفتر لعب آخر أوراقه لإفشال أي مبادرة من شأنها جمع الفرقاء الليبيين وإنجاح المساعي السياسية الرامية إلى انتخابات رئاسية بهذا البلد، حيث وصفت الخرجة الأخيرة لحفتر بعد أن قرر نشر ميليشياته مع الحدود الجزائرية ب "البروباغاندا الإعلامية"، فيما اعتبرها البعض محاولة منه لتوسيع رقعة نفوذه. وكشفت وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء نقلا عن مصادر دبلوماسية في برلين أن البيان الختامي لمؤتمر "برلين 2" حول ليبيا المقرر في ال23 من جوان بالعاصمة الألمانية، يتضمن 51 نقطة. وأكدت المصادر الدبلوماسية أن البيان سيدعو في "المسودة الأولية"، إلى الانسحاب الفوري للمرتزقة الأجانب من ليبيا وتقديم الدعم القوي للسلطات الليبية من أجل إجراء الانتخابات في موعدها بال24 من ديسمبر من السنة الجارية. وتتكون مسودة البيان الختامي من ستة أجزاء هي المقدمة، الأمن، العملية السياسية، الإصلاحات الاقتصادية والمالية، الامتثال للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، المتابعات، ولا تزال قيد المناقشة وقد تطرأ عليها تغييرات. وأكدت النقطة الأولى أن "مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا المزمع في ال23 من يونيو بدعوة من وزير الخارجية الألماني هايكو ماس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جمع كبار ممثلي حكومات الجزائر والصين، روسيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (التي تترأس لجنة الاتحاد الإفريقي حول ليبيا)، ومصر، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وليبيا، والمغرب، وهولندا، وسويسرا، وتونس، وتركيا، والإمارات، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ممثلين عن الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية". وأفادت الوكالة بأن النقطة الثالثة عشر ستدعو "جميع الأطراف بأن تشجع على بذل المزيد من الجهد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد 24 ديسمبر 2021، والسماح بانسحاب متبادل ومتناسق ومتوازن ومتسلسل للقوات الأجنبية، بداية من المرتزقة الأجانب، من ليبيا، وكذلك تطبيق واحترام عقوبات الأممالمتحدة، بواسطة إجراءات وطنية أيضا، ضد من ينتهك حظر الأسلحة أو وقف إطلاق النار".