طلبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من السلطات الجزائرية برمجة زيارة لوفد عن الحركة إلى الجزائر، وهي الدعوة التي جاءت في أعقاب زيارة قام بها وفد من حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، إلى كل من المغرب وموريتانيا في جولة بشمال أفريقيا. وجاء هذا الطلب خلال لقاء جمع القيادي في الحركة سامي أبو زهري، مع السفير الجزائري لدى تركيا مراد عجابي، في مقر سفارته بأنقرة. وكتب أبو زهري، في حسابه على تويتر، "زرنا مقر السفارة الجزائرية بأنقرة، وكان اللقاء مع سعادة السفير مراد عجابي حميما". ووفق التغريدة فإن اللقاء تناول "الأوضاع الفلسطينية بعد سيف القدس.. وأكدنا على طلب زيارة قيادة حركة حماس للجزائر الشقيقة ضمن جولتها لدول المنطقة، وتعبيرا عن العلاقات التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والجزائري". وكان هنية قد زار المغرب في 12 من الشهر الجاري بدعوة من حزب العدالة والتنمية الحاكم على رأس وفد مشكل من 12 شخصية قيادية بينها موسى أبو مرزوق وعزت الرشق بزيارة غير مسبوقة إلى المغرب. وقد التقى الوفد خلال جولته رئيس الحكومة والأمين العام للحزب المغربي سعد الدين العثماني. واستنادا إلى موقع الحركة فإن هدف الزيارة تمحور حول "تحشيد الموقف العربي والإسلامي لخدمة القضية الفلسطينية، وحماية القدس والمسجد الأقصى من التهديدات المتواصلة". لكن زيارة وفد حمس حماس اقتصر على المغرب وموريتانيا دون الجزائر وتونس، وهو ما يطرح أكثر من سؤال. ويشير التوظيف الإعلامي لطلب زيارة وفد من حماس إلى الجزائر، إلى وجود نقطة ظل في هذه القضية، لا سيما وأن الجزائر تعتبر من الدول الداعمة من دون شروط للقضية الفلسطينية، كما أنها أولى الدول العربية والإسلامية التي انتقدت بشدة قضية التطبيع الذي قامت به كل من المغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين. وبرأي مراقبين فإن اقتصار وفد حماس على زيارة المغرب وموريتانيا دون الجزائر وتونس، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة المغاربية، يؤشر على أنه لم يتلق الضوء الأخضر من السلطات الجزائرية، التي يبدو أنها لم تنظر بعين الارتياح إلى زيارة وفد حماس للمغرب واستقباله من قبل رئيس الحكومة المغربية، الذي أشرف شخصيا على توقيع اتفاق التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني الغاصب.