قرع أطباء ومختصين في الأمراض المعدية والأوبئة، أجراس الإنذار، بعد بُلوغ حالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجد "كوفيد -19" مُستويات قياسية، إذ تخطت عتبة الألف إصابة يوميا مُنذ أسبوع وارتفع عدد الوفيات. الأرقام التي أصبحت الجزائر تُسجلها يوميًا بخصوص انتشار العدوى بفيروس كورونا والمشاهد المأساوية التي تشهدها المُستشفيات هذه الأيام، دفعت بأطباء إلى اقتراح تفعيل حالة الطوارئ الصحية، إذ دعا مُدير الأنشطة الطبية وشبه الطبية بمُستشفى مُصطفى باشا البرُوفيسور رشيد بلحاج، أمس، إلى ضرورة إعلان حالة الطوارئ. ووصف المتحدث، لدى حُلوله ضيفًا على القناة الإذاعية الأولى، الوضعية الوبائية ب "الكارثية"، مُحذرًا من أسوأ سيناريو يتمثلُ في ارتفاع عدد الإصابات لدى الأطقم الطبية وعدم قُدرة المُستشفيات على استيعاب الحالات المُصابة بفيروس كورونا المُتحور، في ظل ارتفاع الطلب على الأكسجين وتعقد حالات المُصابين واستهداف الفيروس في موجته الثالث للفئات الأصغر سنًا بما فيها الرُضع. وألح مُدير الأنشطة الطبية وشبه الطبية بمُستشفى مُصطفى باشا، على ضرورة الصرامة في تطبيق البرتوكول الصحي، في ظل حالتي التشبع والاكتظاظ الذي تعرفهُ المُستشفيات بسبب تفاقم الحالة الوبائية جراء التهاون وعدم أخذ اللقاحات في الفترة الماضية. وحسبما كشفهُ رشيد بلحاج فإن عدد الإصابات هُو أضعاف الأرقام المُعلنة، إذ كشف عن تسجيل 18 وفاة الليلة ما قبل لماضية في مُستشفى مُصطفى باشا وحدة، وعن إصابة 25 فردا من الأطقم الطبية بالمستشفى، مما يزيد من أزمة الكوادر الطبية وشبه الطبية. ولم يستبعد المتحدث اللجوء إلى توجيه نداء إلى الطلبة للتطوع ضمن الطاقم الطبي لتسيير المرحلة الصعبة التي سببها الوباء، داعيًا إلى اعتماد استراتيجية طب طوارئ بإعلان حالة طوارئ صحية تفاديا للعواقب الوخيمة وإتاحة التسيير الحسن للوضعية الوبائية. وأضاف رشيد بلحاج أن الفترة الأولى من الوباء لم تكن تستهدف غير المرضى والمسنين فيما تطورت الموجة الثالثة إلى إصابة كل الفئات بما فيها الرضع والمراهقين والشباب، وهو ما زاد من تعقيد الحالة الوبائية، داعيا إلى ضرورة التقيد الصارم بالتدابير الصحية، والصرامة في تطبيق القانون المخالفين. من جهته وصف رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العُمومية الياس مرابط، الوضع في المُستشفيات ب "الكارثي" واستدل بارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجد "كوفيد 19" إلى مُستويات قياسية مُقابل ارتفاع استهلاك الأكسجين في المستشفيات وهو ما سبب الندرة والأزمة الحادة. وقال مرابط، ل "الجزائر الجديدة" إن بعض المُستشفيات أصبحت تستعين بخدمات العيادات المُتعددة الخدمات لمدها بالأكسجين، مُشيرًا إلى أن الجيش الأبيض يخوض معارك بلا هوادة ضد المُتحور الهندي المعروف ب "دلتا" الذي يُوصف بأنه "الأشد عدوى". وتزامُنًا مع هذا كشف معهد "باستور"، أمس الأحد، أن سلالة "دلتا" الهندية من فيروس كورونا أضحت الأولى في الجزائر بنسبة 71 بالمائة، مُتوقعًا أن تنتشر بنسبة 90 بالمائة خلال الأسابيع القليلة القادمة، وجاء في بيان للمعهد أنه: "وفقًأ للفُحوصات التي يُجريها المعهد على العينات التي تصلهُ من الولايات فقد تم تسجيل 225 حالة جديدة ليصل العدد الإجمالي إلى حد الآن 749 حالة. وأوضح رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العُمومية الياس مرابط، أن السُلالة الهندية من فيروس كورونا المُستجد "كوفيد _ 19" يستهدفُ جميع الفئات العمرية دون استثناء بينهم أطفال لا يتجاوزون العشرة سنوات إضافة إلى تسجيل وفيات شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 سنة.