إعادة فتح 13 مصلحة لاستقبال حالات كورونا والمتحور بلغ منحنى الإصابات مستوى مقلقا ومخيفا، سيناريو مشابه تماما لما عرفته الجزائر جويلية 2020، هي موجة ثالثة بسلالات متحورة شرسة، تنذر بخطورة الوضع الوبائي حسبما أكده مدير الأنشطة الطبية وشبه الطبية في مستشفى مصطفى باشا الجامعي البروفيسور رشيد بلحاج. تضاعف عدد حالات كوفيد -19 أربع مرات في الأيام الأخيرة، حيث سجلت الجزائر منحنى إصابات يقارب 500 إصابة جديدة بالفيروس يوميا، بعدد حالات وفيات تتراوح ما بين 8 إلى 10 وفيات، وهي أرقام وصفها البروفيسور رشيد بلحاج ب»السوداء»، وتؤشر بأن «الوضع الحالي للوباء مقلق للغاية». أوضح البروفسور بلحاج بأن المقلق في هذه السلالات المتحورة التي تنافس الفيروس المرجعي كوفيد -19 بالإضافة إلى سرعة انتشارها، أنها تؤثر بشكل ملاحظ على الشباب، حسبما أفاد به، أمس، للقناة الإذاعية الثالثة، كما أعلن أن هناك طلبا قويا على العلاج بمستشفى مصطفى باشا خاصة مصلحة العناية المركزة، كما أن هناك طلبا كبيرا على الأكسجين، مما يستدعي المرور إلى الخطة «c « التي تتطلب رفع عدد الأسرة إلى 300 سرير وتوفير 80 سريرا في مصلحة الإنعاش، من خلال إعادة فتح 13 مصلحة لاستقبال حالات كورونا والمتحور. إصابة الرئة ترتفع من 20 إلى 60 بالمائة ويستدل البروفسور بلحاج بخطورة الوضع الوبائي الذي وصلت إليه الجزائر في الأسابيع الأخيرة بمؤشر آخر والمتمثل في ارتفاع عدد الإصابات بين المهنيين من أطباء والسلك شبه الطبي والإداريين بنسبة تتراوح ما بين 7 و 8 إصابات يوميا، ما يؤثر على التكفل بالمصابين، لأن المصاب بالفيروس يتطلب أخذ عطلة، وبالتالي يقل عدد الطاقم الطبي، ويزداد الأمر صعوبة في فصل الصيف «فصل العطل» خاصة وأن هناك من عملوا طيلة 16 شهرا أي منذ ظهور الوباء في بلادنا بدون انقطاع، «وبالتالي هم في حاجة إلى راحة، ولا بد من توفير من يخلفهم للتكفل بالمصابين». وانطلاقا من المؤشرات التي ذكرها، أكد بلحاج احتمال ظهور فيروس متحور جديد، ينتشر بشكل أكثر ضراوة وسرعة انتقال وقاتل حتى بين الشباب الذين يتمتعون بصحة جيدة و»هذا أمر مقلق جدا «، لأنه بعد 48 ساعة ينتقل المريض من 20 بالمائة إصابة في الرئة إلى 60بالمائة،» مع تسجيل الوفيات في بعض الحيان في أوساط هذه الفئة،مشيرا إلى أن هناك حالات كوفيد شفيت، لكنها أصيبت مجددا مرتين وحتى ثلاث مرات حيث وصلت إلى مرحلة الخطورة الكبيرة، ولذلك لا بد من الحذر والحذر الكبير. ولمواجهة هذا الوضع المقلق، يدعو البروفيسور بلحاج الجزائريين إلى توخي مزيد من الحرص والحذر، ويرى أنه بالإمكان اللجوء إلى «التلقيح الإجباري « إذا ما استمرت الأوضاع في نفس الدرجة من الخطورة واستدعت الضرورة، وذلك بتكييف القانون، بعدما دخلنا الموجة الثالثة للجائحة، وقد تكون شريحة مهنيي القطاع هي المعنية بالدرجة الأولى بذلك، خاصة وأن هناك أفراد منها يرفضون التلقيح، مذكرا بأن 38 بالمائة من الطاقم الطبي وشبه الطبي في مستشفى مصطفى باشا قد أصيب بفيروس كورونا منذ ظهوره في الجزائر، وبالمقابل لم يلقح سوى 18 بالمائة من المهنيين وهذا ما لم يفهمه المتحدث ولا يجد له تفسيرا –على حد قوله-. ومن جهة أخرى، يدعو البروفسور بلحاج إلى العودة للتطبيق الصارم للقانون من قبل الولاة كما كان في الصائفة الماضية على المواطنين في الأماكن العمومية ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، أي عند تسجيل الموجة الثانية،لأن الردع القانوني يأتي بنتائج إيجابية لصالح الوضع الصحي.