جاء هذا القرار بعد أن توقفت خدمات الأنترنت عالية السرعة عن خمسة وثلاثين ألف منخرط في الجزائر منذ مطلع سبتمبر الماضي بسبب خلاف مالي بين اتصالات الجزائر ومقدم الخدمات إيباد كما تأثرت حوالي 16 ألف مقهى أنترنت أيضا بسبب وقف الخدمة. ومن أجل استئناف الربط على إيباد أن تدفع 3،5 مليار دينار من الديون وبحسب مسؤولين من اتصالات الجزائر تمثل هذه الديون الإنخراطات المتراكمة على مدى ثلاث سنوات. هذا وقد واجهت شركة إيباد صعوبة في جمع الأموال وحاولت تأجيل التسديد، لكن اتصالات الجزائر رفضت هذه المحاولة وأوقفت الخدمة لأربعة أيام في الرابع من ماي الماضي، من جهته تدخل وزير البريد لحل المشكلة ومنح أجل أربعة أشهر إضافية لشركة الخدمات الخاصة لكن بعد انقضاء المدة بدون تسديد المبلغ أوقفت اتصالات الجزائر الخدمة سبتمبر الماضي.كما أن محاولة الوساطة بقيادة سلطة تنظيم البريد والاتصالات باءت بالفشل وانتقدت في نهاية المطاف موقف اتصالات الجزائر في الخلاف. وفي تصريح لها في الإذاعة الوطنية يوم السادس من سبتمبر الفارط أكدت مديرة الإتصال لدى سلطة تنظيم البريد والإتصالات أمال تفريج أن المفاوضات لا تزال جارية، وفي هذا الصدد قال المدير العام لشركة اتصالات الجزائر موسى بن حمادي حينها إن مجموعته لم تجد أمامها خيار آخر سوى قطع الربط خاصة وأنها بحاجة إلى المال لأنها شرعت في إنجاز برنامج استثماري ضخم لتوسيع البنية التحتية للانترنت عالي السرعة والعالي جدا في الوقت الذي تواجه فيه تراجعا في مداخيل الخط الأراضي، لكن هناك بعض المصادر باتصالات الجزائر أكدت لنا أن هذه الأخيرة تعرف طلبات متزايدة من طرف الزبائن بإعادة فتح الخطوط الأرضية وذلك بعد تفطنهم لتكلفة الهاتف النقال في ظل الأزمة المالية وغلاء المعيشة، كما يعود الفضل كذلك إلى تغيير اتصالات الجزائر لإستراتجيتها بخصوص التسويق الرامية إلى تحفيز استعمال الهاتف الأرضي، وهذا المشروع طال كذلك التلفاز الذي تم تحويله عبر الأنترنت بتنحية الكوابل وتحويل الهاتف والتلفاز عبر الانترنت. ومن المناطق التي عرفت بعض المشاريع النموذجية هي بئر توتة، برج الكيفان وعين البنيان، في حين من المنتظر تعميمها عبر الوطن مطلع عام 2012،2013 حسب نفس المصادر وأمام الانتقادات الموجهة بسبب ما يعتبره الكثيرون عقابا لآلاف المنخرطين أثارت وزارة البريد احتمال مساعدة زبائن إيباد بالانتقال إلى شبكات اتصالات الجزائر، وإلى حين حل المشكل لا يملك زبائن إيباد سوى الشعور بالغضب. وحسب بعض المصادر المطلعة باتصالات الجزائر فإن هذه الأخيرة سجّلت انضمام أكثر من 80 بالمائة من زبائن إيباد، وأن إمكانياتها كافية لذلك. هذا وأوضحت ذات المصادر أن الوزارة الوصية لم تستبعد إمكانية متابعة شركة إيباد قضائيا مباشرة بعد انقضاء المهلة التي منحت لهذا المتعامل الخاص من أجل تسديد مستحقاتها. وفي انتظار ذلك جدّدت اتصالات الجزائر للمرة الثانية على التوالي قطع تدفق الأنترنت عن أزيد من 87 ألف مشترك لدى شبكة مؤسسة إيباد بعد إحجام هذه الأخيرة عن رفع الديون المتراكمة عليها والتي بلغت 3،5 مليار دينار وسيستمر هذا الانقطاع حسب مصادر من اتصالات الجزائر إلى غاية الوصول إلى حل جذري لهذه القضية. من جهة أخرى كشفت نفس المصادر باتصالات الجزائر أن هذه الأخيرة تعاني من مشكلة تسيير الموارد البشرية، التي تعرف ارتفاع عدد الإطارات على العمال والذين لا يمتلكون الخبرة اللازمة، كما أن الإطارات أغلبهم على شفرة التقاعد، بالإضافة إلى عدم مراعاة للخبرة في تقليد المناصب.