تتواصل بقصر الثقافة " الإمامة " بتلمسان فعاليات الملتقى الدولي "طرق الإيمان أبو مدين :مشكاة على الدرب " إلى غاية الواحد و العشرين من هذا الشهر يتطرق خلاله المشاركون إلى حياة هذا العلامة المتصوف حيث قدم أول أمس ثلة من الأساتذة و الباحثين ندوة تهدف إلى تبيان مسيرة الولي الصالح أبي مدين الغوث الذي توفي سنة 594 ه الذي يعود نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب وجانبا من حياته النضالية ضد الجهل و الكفر و كذلك ما تعلق منها بحياته الفكرية فمن جانبه تناول الدكتور المصري شفيق رشدي من جامعة إسبانيا في مداخلته التي عنونها ب" مبادئ طريقة أبي مدين الصوفية ومدى أصالتها " إلى الحديث عن المنهج الصوفي لهذه الشخصية والذي يرى أنه صعب تحديده بسبب قلة المصادر المتناثرة هنا و هناك و قام المتدخل بتقديم مقارنة بينه و بين العلامة أبي حامد الغزالي باعتبار أن أبي مدين الغوث المعروف عنه متابعته لمستويات عديدة في اللغة و أساليب الخطاب كان متابعا لنصوص الغزالي المعروف بتعمده الجوع في تصوفه و الإكثار من السهر و الزهد في الدنيا و الإكثار من الصلوات و كذلك كان أبو مدين الغوث رغم أن تصوفه حسب شفيق رشدي لم يكن ماديا لأنه لم يحرم أكل الطيبات عكس الغزالي رغم تقاطعهما في قوة الإيمان و الزهد و الورع و من جهة أخرى تطرق المستشرق الفرنسي دوني قريي في مداخلته إلى الحديث عن طرق الإيمان بصفة عامة و التي يرى أنها كانت أيضا طرقا للتجارة و خاصة بين القاهرة و مصرو الصعيد و ارتباطها بحركة الحج لتصبح هذه الطرق شبكة لنقل المعرفة و من بين المسافرين أبو مدين الغوث الذي لعب دورا هاما حسب المتدخل في نقل الطريقة الصوفية إلى المغرب العربي و يقول في هذا الإطار: " أبو مدين الغوث كان شخصية ذات أهمية كبيرة في وصول التصوف إلى بلاد المغرب و كان همزة وصل بين المشرق العربي و هذه المناطق " أما الباحث التونسي محمد الكيلاني فحاول عبر مداخلته التي عنونها ب" أبو مدين الأب الروحي للتصوف بإفريقية الحفصية " تبيان مدى تأثير شخصية الغوث و تجربته الروحية العميقة في مسار التصوف بإفريقية إذ تطرق الدكتور إلى رحلة هذا المتصوف إلى المشرق و تلقيه العلم عن الشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني الذي ألبسه الخرقة و استقراره بمدينة تونس تسع سنوات و بالتحديد بسوق السكاجين أين تتلمد على يديه مجموعة من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد أقطابا عارفين بالتصوف و علوم الشريعة و أبرزهم المهدوي شيخ ابن عربي , أبو سعيد الباجي شيخ الإمام الشادلي و أبو علي النفطي سلطان الجريد و الدهماني قطب القيروان ليفسح المجال بعد ذلك للدكتور من جامعة القدس بفلسطين محمد الحزناوي في مداخلته للحديث عن مواجهة أبي مدين الغوث للوجود الفرنجي في الحروب الصليبية في فترة صلاح الذين الأيوبي و يقول " وجود المغاربة ببلاد الشام و مصر كان قد سبق فترة الحروب الصليبية وذلك بسبب الحج إلى مكةالمكرمة و كذلك طلبهم للعلم وإعجابهم بالمنابر العلمية المشرقية إذ وجدوا في الشام أرضا صالحة للرعاية و سد الحاجات و فرص العمل " لينتقل بعد ذلك إلى تبيان أهمية المغاربة في مقاومة الفرنجة مع صلاح الدين الأيوبي فيضيف " اعتمد المشارقة في معركة حطين على المتطوعين و بخاصة منهم المتصوفة و كان من بينهم أبو مدين إذ خاض هذه المعركة مع صلاح الذين و التي تم على إثرها تحرير مدينة القدس الشريف " . كواليس من تلمسان قدمت رئيسة ندوة عقدت أول أمس الخاصة " بطرق الإيمان" المستشرق الفرنسي دوني قريي باللغة الفرنسية ليفاجئها و يفاجئ الحضور هو بقوله :" السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته " ثم قال لها " لاتتعبي نفسك فأنا أتقن اللغة العربية جيدا " ؟ عرف ت ندوة تكريم الكاتب الراحل مصطفى نطور حضورا أقل ما يقال عنه أنه محتشم جدا أما الندوة التي أتت بعده و المتعلقة بالروائي وسيني الأعرج فلقد نضمت بدون جمهور ماعدا رئيس الندوة و منشطها و الفريق الصحفي الذي بقي بطلب من المنظمين. جمعتها صباح شنيب